القانون بالقانون

القانون بالقانون

القانون بالقانون

 العرب اليوم -

القانون بالقانون

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

منذ البداية رافق مشهد القاضية غادة عون الكثير من السخط والغضب. ولا شيء من أمارات الهدوء. وفي أحد المشاهد راحت تركل برجلها باب أحد المكاتب فيما هي محاطة بفرقة من عمالقة «أمن الدولة» المدججين برشاشات مصنوعة للحروب العالمية. وكانت القاضية عون تخرج من دائرة عملها الجغرافية، ومعها فرقة العمالقة، لكي تقتحم مقار المطلوبين، وبينهم حاكم البنك المركزي، الذي اختبأ في مكان آخر. وحاول القضاة الأعلى رتبة وصلاحيات حصر القاضية عون في نطاق عملها فلم تأبه لأي من قراراتهم. إن حربها على الفساد والفاسدين. وللذين حاولوا القول إنها تستقوي بالروابط العائلية، قالت القاضية إنها لم تلتق الرئيس ميشال عون، إلا عندما قلدها وسام العدل والشرف.

إحدى الظواهر في مشاهد القاضية عون حدة صوتها في السخط وعلوه في الغضب. وكانت تزداد سخطاً وغضباً في أي نقاش تلفزيوني، بحيث لا يعود ممكناً لأحد أن يفهم ماذا تقول. وقد وصلت هذه الحالة الدرامية إلى ذروتها (بالصوت والصورة) عندما أعلن مجلس القضاء الأعلى يوم الخميس الماضي، طردها من الخدمة، وتحولت في لحظة من سيف الدولة إلى موظفة سابقة. اشتعل المشهد صراخاً وخطابا وتفجراً. وأثارت «القاضية المعزولة» مشاعر العطف وهي تدافع عن خدمة 40 عاماً في سلك القضاء. وتحولت من أقوى شخصية قضائية إلى شاكية ضعيفة، فقدت العهد الذي كانت تستند إليه، والذي قدم لها وساماً قبل ذهابه وتغريدة بعده.

لم تكن مشكلة القاضية المعزولة التشدد في القانون. فاللبنانيون يطلبونه صبحاً ومساءً. المشكلة كانت في وسيلة التطبيق، ومشهد العماليق، وركل الأبواب، والانطباع العام بأن السيدة قاضية عند العهد، لا عند القضاء، والدليل أنها لم تسائل سوى خصومه. ولم تقبل، أو تنفذ أي أمر قضائي. وعبرت السيدة عون عن مدى الفاجعة في خسارتها للمنصب بقولها في «قصر العدل» أن الشعب اللبناني «مجوي»، أي قذر. ترى هل من حق القاضي أن يفقد أعصابه، أو أن يبدو دائماً في حالة فقد أعصاب؟ لا. فقد الأعصاب هو تماماً نقيض الصفات والمواصفات. ودخول المكاتب بركل أبوابها يعني إدانة المتهم مسبقاً، وهذه مخالفة جوهرية لأوائل أسس القانون.

ما من أحد كان يتوقع للقاضية عون هذه النهاية المهينة، أو أن يتمناها لها. مؤسفة الصورة التي رسمتها لنفسها وللقضاء الذي قرر عزلها بالإجماع، لكي يشدّد على مدى ضيقه من مسرحيات السخط والغضب، وخصوصاً، من مدى ازدرائها للقرارات والأحكام، مستندة إلى ما كان يمدها به اسم العائلة.

شطط قضائي وتصحيح قضائي أيضاً. والقضاء اللبناني اليوم في أمس الحاجة إلى الصورة المصححة والانطباع المصحح. القانون بالقانون وليس بالكسر والخلع.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القانون بالقانون القانون بالقانون



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab