المكالمة الأخيرة

المكالمة الأخيرة

المكالمة الأخيرة

 العرب اليوم -

المكالمة الأخيرة

بقلم - سمير عطا الله

كل عام، في مثل هذا الوقت، تكشف الخارجية البريطانية عن مجموعة أخرى من «الوثائق» التي مضى عليها وقت معين في أدراجها. كان بينها هذا العام نص المكالمة الهاتفية بين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، والعقيد معمر القذافي، وقد صدر النص في صحيفة «إندبندنت عربية».

جرت المكالمة عشية الضربة العسكرية التي قام بها الغرب لإسقاط حكم الرئيس الليبي بعد 42 عاماً في السلطة. وكان الغرب قد كلف بلير، الذي على معرفة سابقة بالقذافي، أن يحاول إقناعه بالخروج آمناً من السلطة في حل تتكفل به دول الغرب.

تشكّل الوثيقة صفحة من صفحات التاريخ «اللامعقول» في السياسة الدولية. الوسيط المكلّف يحاول أن يشرح للقذافي ما يجري، وما سوف يتبع على الأرض. والأخ العقيد يرد في لغة الستينات: «يريدون استعمار ليبيا». يعود بلير ويكرر في هدوء، ما معناه أن زمن الاستعمار انقرض. فيجيب الأخ القائد من العالم الذي يعيش فيه: «شعبي يحبني. ضع نفسك في طائرة وتعال إلى هنا لكي ترى بعينيك». ثم يضع سماعة الهاتف على التلفزيون، فيسمع صوت طفل يهتف بحياة القائد.

يأخذ المبعوث البريطاني هتاف الصبي على التلفزيون بالعلم، لكنه يحاول الكرة من جديد بكل هدوء: «سوف تعطى مكاناً آمناً! فهو يستطيع أن يرى من حيث هو، الطائرات الحربية على المدرجات، وكذلك الطائرات التي تزودها بالوقود وهي في الجو». ويعرف أن الجماهير في بنغازي، وزوارة، وطرابلس، أصبحت في الشوارع. العالم كله يعرف أن أربعة عقود من الفاتح، وأسماء الشهور الشاعرية المنقولة عن الثورة الفرنسية، قد انتهت. وانتهت «الكومونة» (الجماعة) المأخوذة من باريس. وليبيا تعرف أن الحياة في الخيالات المترجمة عن الماضي السحيق، قد حانت نهايتها.

إلا الأخ القائد، فهو سيخرج الى الجرذان صارخاً: من أنتم؟. أنهى بلير المكالمة يائساً. ومعها انتهت ليبيا بوصفها بلداً قابلاً للحياة.

عرض المكان الآمن أيضاً على صدام حسين: «تكون بكل كرامتك بحماية زايد وعهده. لكن عزة النفس التي قضت أن ينتهي معمر في عبارة، قضت أن ينتهي صدام في حفرة، لاجئاً عند رعاة الغنم».

هل تستحق السلطة هذه النهايات؟ ألا تكفي أربعة عقود منها؟ وماذا عن الشعوب والدول التي نهلكها في هلاكنا؟

«من بعدي الطوفان»، كان يقول لويس الرابع عشر... وهكذا كان.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المكالمة الأخيرة المكالمة الأخيرة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab