صباح الخير أيها الدينار
الجيش الأوكراني يعلن إسقاط 35 طائرة روسية مسيّرة من طراز "شاهد" من أصل 65 أطلقتها روسيا في هجوم في الليل وصباح اليوم أنباء عن اندلاع حريق في مستودع نفايات مصفاة لشركة "مارون" للبتروكيماويات بإيران وزارة الخارجية اللبنانية تتقدم بشكوى لمجلس الأمن ضد خرق إسرائيل للقرار 1701 وإعلان وقف الأعمال العدائية زلزالان بقوة 4.7 درجة يضربان بحر إيجه غرب تركيا الجيش السوداني يفرض حصارا على شرق النيل قبل توغله بالخرطوم تقلبات جوية متوقعة في السعودية اليوم مع سحب رعدية ورياح نشطة وفد إسرائيلي يتوجه إلى الدوحة نهاية الأسبوع بعد لقاء نتنياهو مع ويتكوف ووالتز لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة قوات الاحتلال تعتقل شابين وستة أطفال خلال اقتحام بلدة بيتونيا ومخيم الجلزون في رام الله تركيا تعلن عن وصول 15 أسيرا فلسطينيا تم الإفراج عنهم في صفقة التبادل كجزء من المرحلة الأولى لاستقبال المبعدين من غزة مايكروسوفت تسرّح موظفين في جولة جديدة من التسريحات
أخر الأخبار

صباح الخير أيها الدينار

صباح الخير أيها الدينار

 العرب اليوم -

صباح الخير أيها الدينار

بقلم - إنعام كجه جي

ينزل أهلُ الحي إلى المقهى الواقع في أول الشارع، يحجزون كراسيهم أمامَ الشاشة الكبيرة لمشاهدة مباريات المونديال. لم يكن المكانُ مزدحماً كما هو الآن. تتأمَّل السحناتِ فتجد الأسمرَ والأبيضَ والأسود، بل والأصفر.
نحن هنا في الدائرة الثالثةَ عشرةَ من باريس، على مشارف الحي الصيني. وصاحب المقهى قد نشر أعلامَ الدول المتسابقة على أسلاك فوق الرؤوس. وهناك، على الجدار عملاتٌ ورقيةٌ متعددةُ الألوان والكتابات. يأتي زبائنُ من كل العالم ويتركون تذكاراً هنا. شواقل وروابل وشلنات وريالات. المال الحلال يجمعُ وغيره يفرّق.
بحثت عن ديناري على الجدار. كان صاحبُ المقهى قد طلبه منّي لما عرف أنّي عراقية. فتَّشت له عن دينار بين أوراقي القديمة ولم أجد. انهارت عملتُنا وانسحب الدينار من التداول.
كانت هناك خمس وريقات من فئة 250 ديناراً، عدت بها من سفرة لي إلى بغداد. وها هي ورقة منها على الجدار في الزاوية اليمنى. أفرح بمرآها ويحرجني فرحي. عزيزُ قومٍ ذُلّ.
أخذت سيارة من المطار إلى دار أمي. سألت السائق: كم تأمر؟. أجاب: 400.
كانت الكروة، أي الأجرة، على أيامي 400 فلس. لكن الحصار زعزع الثوابت. أعطيته أربعَ ورقات من فئة 100 دينار. نظر في وجهي مشفقاً وقال: أختي 4 آلاف.
رأيت الناس يحملون الدنانير بالأكياس. مثل البصل. عملة لا تساوي الورقَ الذي طُبعت عليه. إذا تبلّلت بعَرَق الكف انمحت صورتها. وأنا لم أعش في زمن حمورابي لكن دينارَنا كان في السبعينات يشتري 20 فرنكاً فرنسياً. وفي 2015 أعلن البنك المركزي العراقي عن إصدار عملة جديدة من فئة خمسين ألف دينار لمواجهة التضخم. لا تسأل عن الفلس الأحمر. وحتى الدراهم صارت «أنتيكا» ترتديها النساءُ قلائدَ وأقراطاً. وكان الطفلُ إذا امتلك درهماً في جيبه يخرج ليشتري الدكان.
ماذا جرَى لك أيتها العزيزة؟ أبحث عن سيرتها في المعجم فأقع على المغنية «دنانير»، جارية يحيى البرمكي، وزير هارون الرشيد.
ودنانير العباسيين من الذهب. توضع حفنة منها في صرّة وتلقى إلى المتملقين من الشعراء. وقد وردَ ذكرُها كثيراً في الشعر العربي. واشتكى المتنبي من أن الدينار لا يمكث في جيبه طويلاً. «وكلما لقيَ الدينارُ صاحبَه... في ملكه افترقا من قبل يصطحبَا». أضمرَ الشاعرُ الفذ «أنْ» ليستقيم الوزن.
والتاريخ يعيد نفسه. متملّقون وعطايا. يدور الزمن وتتحوّل عظام المغنية «دنانير» إلى مكاحل. تظهر راقصة تدعى «ملايين». فالأسماء تتبع الأحوال. استخدم العراق الليرةَ العثمانية طوال أربعة قرون وسمّى كثيرون بناتهم «ليرة».
ثم جاءَ الاحتلال البريطاني واستبدلَ بها العملة الهندية. آنة وروبيّة معدنية تحمل صورة الملك جورج الخامس. وفي الثلاثينات، بعد انتهاء الانتداب، صدر الدينار العراقي ليأخذ مكانَ الروبيّة. يعادل 13 روبيّة ونصفاً.
ربطوا الدينار بالجنيه الإسترليني. حملت المسكوكات صورة الملك فيصل الأول، ومن بعده حمل الدينار الورقي صورةَ ابنِه غازي، ثم فيصل الثاني طفلاً وبالغاً. تتقلّب العهود وتتغير الصور. ثم ربطوه، أواخر الخمسينات، بالدولار الأميركي.
كان دينارُنا القوي في السبعينات يساوي أكثرَ من 3 دولارات. يُطبع في سويسرا ويدخل محفظات الموظفين مُهفهفاً أنيقاً ذا رائحة. فلما حلّت لعنة الحروب والعقوبات الدولية صار يُطبع في الداخل. سعرُه صاعدٌ نازلٌ والكل يتكلَّم بالدولار.
تقهقر دينارُنا وكاد ينقرض. وها هي عينة منه ما زالت معلقةً على جدار هذا المقهى. واليوم لا يكتفي الفاسدون بملايين الدولارات، بل ينهبون المليارات.
ثروات لا ترفع شأناً. تتغيَّر العملات، والشتيمة العراقية واحدة: «فلان ما يسوى فلس».

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صباح الخير أيها الدينار صباح الخير أيها الدينار



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة
 العرب اليوم - نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان
 العرب اليوم - سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان

GMT 03:57 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

الرياض تحتضن دمشق

GMT 07:34 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

زلزالان بقوة 4.7 درجة يضربان بحر إيجه غرب تركيا

GMT 10:15 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

مي عمر تسأل الجمهور وتشوّقهم لـ"إش إش"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab