اسكت لأسمعك
حماس تدين هجوم الاحتلال على المستشفى الإندونيسي في شمال غزة وتدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف الجرائم ضد القطاع الطبي الاحتلال يطلب من سكان عدة مناطق في البريج بقطاع غزة إخلاء منازلهم فوراً هاكرز يهاجمون تطبيق واتساب في أكبر أسواقه الخطوط القطرية تعلن استئناف رحلاتها إلى سوريا بعد انقطاع دام 13 عامًا انفجار قرب مبنى الشرطة في ألمانيا يسفر عن إصابة شرطيين في حادثة أمنية جديدة سقوط 6 طائرات مسيرة استهدفت قاعدة حطاب في الخرطوم دون خسائر بشرية أو مادية في تصعيد لمليشيا الدعم السريع 12 إصابة في إسرائيل جراء الهروب للملاجئ بعد اختراق صاروخ يمني أجواء البلاد وارتفاع مستوى الهلع في المدن الكبرى زلزال بقوة 6.2 يضرب إحدى مناطق أمريكا الجنوبية ويثير المخاوف من توابع قوية الأرصاد السعودية تحذر من طقس شديد البرودة وصقيع شمال المملكة مع أمطار خفيفة وضباب متوقع في المناطق الجنوبية سوريا تعلن تسهيلات لدخول المصريين والأردنيين والسودانيين بدون تأشيرة وتفرض شروطًا جديدة على دخول اللبنانيين
أخر الأخبار

اسكت لأسمعك

اسكت لأسمعك

 العرب اليوم -

اسكت لأسمعك

بقلم - إنعام كجه جي

هناك اتفاق، في لغتنا العربية، على ملاطفة فاقدي الحواس. فالأعمى هو البصير أو كفيف البصر. والأعور هو كريم العين. والأصمّ هو ثقيل الأذن. وكان المتنبي فخوراً بموهبته، وله كل الحق، فنحّى اللطف جانباً وقال قولته الشهيرة: أنا الذي نَظَرَ الأعمى إلى أدبي... وأسْمَعَتْ كلماتي مَن بهِ صَمَمُ.

قرأت في هذه الصحيفة، قبل أيام، خبراً عن تجربة علمية جاء فيها أن في إمكان البشر سماع الصمت. يا حبيبي! أي رفاهية أن تنسحب الأصوات من محيطك فتتيح لك متعة أن تلتقط نأمة السكون؟

لا أدري متى ظهر في حياتنا مصطلح «التلوّث الصوتيّ». مسكينة هذه الأذن التي تستقبل، كل يوم، مزيجاً من قرع المطارق وزلزلة آلات الحفر وصفارات سيارات الشرطة والإسعاف ومكبرات الصوت في المقاهي وشتائم المتعاركين في الشوارع وزعيق المتخاصمات في البيوت ونباح الكلاب الضالة وبكاء الصغار في توالي الليالي. حتى الموسيقى ستكرهها إذا كان لك جار يتمرن على الكمنجة ليل نهار.

ماذا تفعل مع هذا التلوّث؟ أنت تغسل يديك بالصابون وتُنظّف أنفك بالمنديل وتُليّف جسدك في الحمّام وتدعك كعبيك بالحجر الخشن. فكيف تُعقّم أذنيك من تلك العجينة التي تيبّست فيهما؟ هي، من دون مبالغة، اعتداءات سافرة على راحتك. تجاوزات على إنسانيتك. خرق لكل مواثيق العيش المشترك وبروتوكولات حسن الجوار. فإذا شمّرت عن لسانك وشاركت في السمفونية فأنت قليل ذوق. وإذا «غضضت السمع» فأنت مُتكبّر ومُتعالٍ في أحسن الأحوال. وفي أسْوَئِها أنت عدو الشعب.

جاء في التجربة المذكورة في هذه الجريدة أن باحثين في جامعة جون هوبكنز الأميركية استفادوا من حيلة معروفة تسمى «وهم واحد هو أكثر». وهي تخدع أدمغة المستمعين في التفكير بأن صوتين منفصلين أقصر من صوت واحد. هذا رغم أن الوقت الإجمالي هو نفسه في الواقع. وعند استبدال الأصوات بالصمت، وجد الفريق أن هذا الوهم لا يزال يعمل. ويُنظر للصمت الواحد المستمر على أنه أطول من صمتين منفصلين. رغم المدة نفسها». هل فهمتم الكلام؟ أنا لم.

لمزيد من التوضيح جاء في الخبر أن الصمت، مهما كان، ليس صوتاً. إنه غياب للصوت. وبما أننا نتفاعل مع الصمت بنفس طريقة الصوت في تلك الخدعة، فإننا نسمع هذا الصمت.

من منّا لا يشتهي سماع الصمت؟ صَهٍ أيها الثرثار، أيها النقّاق، أيها الطنّان، أيها الطبل، أيها الحنجوريّ، اخرسْ لكي أسمعك. أو بالأحرى كيلا أسمعك. يبدو لي أن هناك حاجة كونية للرأفة بالصاغرين المُنصتين. يوم واحد في السنة، مثل عيد الشجرة أو يوم الأم، تنقطع فيه الكهرباء عن مكبرات الصوت. تنكتِم فيه الشاشات وتخفت الحناجر ويسكت المُطربون والطبّالون. نستثني تغريد البلابل وهسيس أوراق الشجر وخرير السواقي وترددات الموج. يصمت البشر وتتحدث الطبيعة.

والحكاية تجرّ الحكاية. قالت لي شابة إيطالية كفيفة البصر، تعمل مترجمة فورية في المؤتمرات، إنها تمارس حياتها اليومية بشكل طبيعي بفضل ما يصلها من أصوات. الأذن تقوم بوظيفة العين. مع هذا فإنها تعتبر الصمت أجمل الأصوات. وهو ليس صمتاً واحداً متشابهاً. فهي تفضل ذاك الذي يلفّ قريتها الجبلية بعد تساقط الثلج. يا حبيبي!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسكت لأسمعك اسكت لأسمعك



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab