اسم قاتلها في بطاقة

اسم قاتلها في بطاقة

اسم قاتلها في بطاقة

 العرب اليوم -

اسم قاتلها في بطاقة

بقلم - سليمان جودة

كان الشاعر أمل دنقل يرقد في فراش المرض وكان يتألم مرتين: إحداهما كانت ترجع إلى الأوجاع في جسده، والأخرى بسبب باقات الزهور التي كانت تملأ الطريق إلى غرفته، وكلها كانت تأتيه من محبيه الذين كانوا يتمنون له الشفاء.

كان كلما أفاق من إغماءته راح يتطلع إلى باقة الورد أمامه، وكان يشعر بها وهى تعانى مثله، ولكنها كانت تعانى لسبب آخر يختلف عما كان هو يعانى منه، وكانت معاناتها من أثر قطفها من شجرتها، وكان يقول في قصيدته الشهيرة:

كل باقة

بين إغماءة وإفاقة

تتنفس مثلى- بالكاد- ثانيةً.. ثانيةْ

وعلى صدرها حَمَلَتْ راضيةْ..

اسم قاتلها في بطاقة!

كان ذلك في ثمانينيات القرن الماضى، وكان قصيدته دعوة منه إلى أن يتوقف العالم ونتوقف معه عن قتل الزهور، وأنه لا داعى أبدًا لقتلها كلما أراد أحد أن يعبر عن تمنياته بالشفاء لمريض، وكلما قرر شخص أن يجامل شخصًا.. ففى الحالتين نحمل باقات الورود إلى المستشفيات والمكاتب والبيوت، ولا يجد قاطف الوردة حرجًا في أن يسجل اسمه في بطاقة، ثم يرفقها إلى حيث يرسل الباقة!.

ولو عاش شاعرنا إلى اليوم، لكان قد لاحظ أن بعض الشباب قد بدأ يستجيب لدعوته، وأن شبابًا كثيرين يضعون ثمن باقة الورد في خطاب مغلق، ثم يحملون الخطاب إلى حيث يكون عليهم أن يجاملوا هنا أو هناك في الأماكن العامة والخاصة.

الشباب يفعل ذلك بشكل تلقائى، وبمنطق عملى لا منطق عاطفى إنسانى، ولكنه يفعله في كل الأحوال، ولسان حاله يقول إن مبلغًا من المال في يد الشخص، أفضل من باقة ورد سرعان ما سوف يتخلص منها، وأفضل من علبة شوكولاته قد يتناولها وقد لا يتناول إلا القليل منها.

ولا معنى لانتشار هذا التوجه بين الشباب، إلا أن التطور يطرأ على الكثير من وجوه الحياة، وأنه لا يكاد يستثنى وجهًا من الوجوه، وأن باقة الورد التي كانت رمزًا للحب والعطف والوفاء بين الناس، ربما يأتى عليها وقت تكون فيه شيئًا من الماضى.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسم قاتلها في بطاقة اسم قاتلها في بطاقة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية
 العرب اليوم - التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab