أصيلة تبدو حزينة

أصيلة تبدو حزينة

أصيلة تبدو حزينة

 العرب اليوم -

أصيلة تبدو حزينة

بقلم - سليمان جودة

ذهبت لحضور منتدى أصيلة الثقافى الدولى على شاطئ المحيط الأطلنطى، الذى لما وصل العرب إليه قديمًا لم يعرفوا ماذا بعده فى الأفق الممتد أمامهم، فأطلقوا عليه: بحر الظلمات!.

ولكن المنتدى على الشاطئ نفسه فى مدينة أصيلة المغربية لا يزال أرضًا للنور، ولا يزال يجمع رواده فى دورته الخريفية هذه فى هذا الموعد من كل سنة، ومن قبل كان يجمعهم فى دورة الصيف، ولا يزال مقصدًا لأهل الفن والثقافة الذين يجيئون إليه من أركان الأرض الأربعة يحلمون.. فإذا عادوا إلى بلادهم حاولوا أن يجعلوا من الحلم حقيقة.

ولا يمكن أن أكون فى أصيلة، ثم لا أقتفى أثر خطوات أحمد ماهر، وزير الخارجية الأسبق، الذى كان دائم الحضور فيها، وكان إذا وجد نفسه على أرضها ارتدى ثيابه الرياضية، ثم راح يتمشى فى طرقاتها بين بسطاء الناس.

ولا يمكن أن أكون فى قاعة المنتدى، التى تحمل اسم الملك الحسن الثانى، ثم لا أتطلع إلى مقعد بعينه هناك فى أقصى القاعة، حيث كان يجلس أديب السودان الأكبر، الطيب صالح، كلما حضر.. فلقد كان الطيب اسمًا يطابق المسمى، وكان خفيف الروح بلكنته السودانية المُحببة إلى النفس، وكان لونه الأسمر يجمع بين سُمرة يتميز بها تراب الوادى، وبين عنفوان يجرى به النهر الخالد.

ثم لا يمكن أن أكون فى أصيلة، ولا أمر على الحديقة الصغيرة التى تحمل اسم الدكتور محمد عابد الجابرى، ذلك المفكر، الفيلسوف المغربى، الذى أدار فى زمانه حوارًا ممتدًّا مع الدكتور حسن حنفى، وهو حوار طال واستمر على الصفحات بين الرجلين، وكانت غايته أن يتجدد العقل العربى لندخل العصر من بابه لا من باب زمن مضى وانقضى.

ولسبب ما، بدا منتدى أصيلة حزينًا هذه السنة، وكيف لا يكون حزينًا وهو يواصل أعماله، بينما إسرائيل تواصل حصد أرواح الأبرياء فى غزة من الأطفال والنساء والشيوخ، فلا تبالى بصيحة طفل، ولا باستغاثة امرأة، ولا بضعف شيخ؟!.

تبدو أصيلة حزينة، ولكنها تغالب حزنها، وتحاول أن تبعث الأمل كما عاشت تبعثه فى نفوس زوارها، فلقد عاشت من قبل تبعثه، منذ أول دورة أطلقت فيها موسمها السنوى إلى دورته الرابعة والأربعين هذه السنة. عاشت كذلك لأن محمد بن عيسى، أمين منتداها العام، قضى سنوات مضت يؤدى مهمة رسمية على رأس وزارة الخارجية المغربية، ثم على رأس وزارة الثقافة، فلما تخفف من مهام المنصب، راح يحوّل المهمة إلى «رسالة» ثقافية يحملها المنتدى، ويجدد الوعد بحملها فى كل سنة.. إنه يراها واجبًا تجاه وطن عربى أكبر قد تفرق السياسة بين بعض حكوماته، ولكن الثقافة تجمع بمفهومها الشامل بين شعوبه، وتدعوهم على الدوام إلى الدخول فى العصر، من الباب الذى عاش الدكتور عابد الجابرى يطرقه بتصميم وإصرار.

arabstoday

GMT 03:29 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اعترافات ومراجعات (59) من أحمد حسنين إلى أسامة الباز

GMT 03:27 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

مشروع إنقاذ «بايدن»!

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

ما تحمله الجائزة

GMT 03:20 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

من هو (موسيقار الأجيال الحقيقي)؟!

GMT 03:15 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

هل من نجاة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصيلة تبدو حزينة أصيلة تبدو حزينة



بلقيس تتألق في صيحة الجمبسوت وتخطف الأنظار

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:34 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

نصائح لتنسيق إكسسوارات عيد الأضحى بكل أناقة
 العرب اليوم - نصائح لتنسيق إكسسوارات عيد الأضحى بكل أناقة

GMT 08:40 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

منصة "إكس" تمنح المشتركين ميزة التحليلات المتقدمة
 العرب اليوم - منصة "إكس" تمنح المشتركين ميزة التحليلات المتقدمة

GMT 21:39 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

عندما تضعها إلى جوار بعضها

GMT 17:22 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

هزة أرضية قوية تضرب البيرو

GMT 12:33 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

حركة الشحن عبر البحر الأحمر انخفضت 90%

GMT 17:27 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

يسِّروا

GMT 03:12 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

وقوع 4 هزات أرضية في جورجيا في يوم واحد

GMT 07:16 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أميركا والهرب من السؤال الإيراني الصعب…

GMT 18:03 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

حزب الله وتغيير الحسابات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab