وزارة الضرورة

وزارة الضرورة

وزارة الضرورة

 العرب اليوم -

وزارة الضرورة

بقلم - سليمان جودة

سوف تقدم الدولة خدمة جليلة لهذا البلد إذا سعت إلى أن يضم أول تشكيل حكومى مقبل وزارة جديدة من نوعها تمامًا.. وزارة يتولاها شخص مشهود له بالذوق العالى والإحساس بالجمال فى الأشياء.

وسوف تكون الخدمة فى مكانها إذا سمينا الوزارة الجديدة وزارة الجمال، ولن تكون غريبة فى المنطقة على كل حال، لأن الإخوة فى الإمارات أنشأوا وزارة للسعادة، ومن بعدها ذهبوا إلى خطوة أبعد فأطلقوا وزارة للتسامح.

إننا أحوج ما نكون إلى هذه الوزارة الجديدة، لأنه من العيب جدًّا فى حقنا أن يكون هذا هو حال القاهرة، التى كنا إلى وقت من الأوقات نغسلها فى كل صباح بالماء والصابون.. عيب كبير والله فى حقنا أن نمشى على بعض الطرق فلا تقع العين على الجانبين إلا على ما يؤذيها، ولا ترى إلا المبانى التى على الطوب الأحمر العارى، أو التى أزالوا جزءًا منها لتوسعة الطريق، ثم تركوا الجزء الباقى مقطوشًا كالحًا كما هو، وكأنه عنوان للقبح على طول الطريق!.

ليس معنى الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة أن نقف متفرجين على قاهرة المعز، ولا أن نرضى بأن تشهد ما تشهده شوارعها من سوء حال.

كيف يمر الناس على الطريق الدائرى كل يوم دون أن يحرك فيهم المنظر ما يدفعهم إلى رفضه، وإلى التعبير عن ضرورة أن تكون فى البلد وزارة تختص بهذا الشأن؟!.. إن رجلًا صاحب ذوق وإحساس بالجمال سوف يرفض كل اعتداء على الذوق العام، وسوف تكون مهمته أن يظل يدعو إلى ما ينمى هذا الذوق لدى المواطن ويغذيه، وسوف لا يرضيه أن يتعرض حى جميل مثل الزمالك لما يخدش جماله، وسوف يقول «لا» إذا رأى أن شاطئ النهر الخالد يتعرض لما يحجب سحره عن الناس.

شخص صاحب ذوق على رأس وزارة للجمال سوف لا يوافق على ما ينتهك الذائقة الجمالية للمواطنين، وسوف يدافع عن حقهم فى أن يشعروا بالجمال من حولهم، وسوف يبين للدولة أن هذا الحق لا يقل عن الحق فى التعليم، وفى الصحة، وفى السكن الآدمى.. بل إنه حق يتقدم هذه الحقوق جميعًا، لأن زرع الإحساس بالجمال فى وجدان المواطنين هو استثمار فى مستقبل يليق بالإنسان.

شخص صاحب ذوق على رأس وزارة للجمال سوف تكون له مهمة عظمى، وسوف تكون هذه المهمة أن يحافظ على ما يتبقى من جمال بيننا، وأن يظل يضيف إليه.

هذه وزارة تنقص الحكومة، ولا بديل عنها فى أول حكومة مقبلة لأنها وزارة من وزارات الضرورة، وليست كما تبدو لبعضنا نوعًا من الترف.. هذه وزارة من وزارات الضرورة فى الحكومة لأن بلدًا بلا إحساس بالجمال هو بلد ينقصه الكثير.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزارة الضرورة وزارة الضرورة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه
 العرب اليوم - العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab