بقلم : سليمان جودة
يأمل زميلنا الأستاذ مصطفى النجار أن تستقبل مصر 30 مليون سائح، وأن نحصل من وراء هذا الرقم على 30 مليار دولار، وأن يكون ذلك فى مساحة زمنية غايتها 2030.
ولم يشأ الرجل أن يتوقف عند حدود الأمل الشفوى، فاستضاف ستة من الأسماء الكبيرة فى دنيا السياحة، وجلس يسألهم ويسمع منهم فى المتحف الكبير، ثم أذاع ما قاله ضيوفه على قناتين فضائيتين، وكان مجلس الوزراء فى الخلفية راعيا وساعيا إلى أن يخرج هذا اللقاء المهم إلى النور. وهو لقاء مهم لأنه جمع الأساتذة: حامد الشيتى، وسميح ساويرس، وكامل أبوعلى، وحسام الشاعر، ونورا على، وأحمد الوصيف.. جمع هذه الباقة فى مكان واحد.. فضلا عن أن مقدم اللقاء مرجع فى قضايا السياحة فى البلد.
ولو أن كل ضيف من الضيوف الستة قدم فكرة واحدة، فسوف نجد أنفسنا أمام ست أفكار من أهل الشأن فى الموضوع، وسوف تكون المرحلة التالية فى ملعب الحكومة، التى سيكون عليها أن تأخذ ما قيل فتجعله واقعا فى صناعة السياحة.
والمؤكد أن اللقاء ملىء بالأفكار، لأن الضيوف جميعا أهل خبرة وتجربة فى القضية، ولأنهم عاشوا يمارسون العمل السياحى من سنين، وبالتالى، فما يقولونه حصيلة للعمل الطويل، وخلاصة للممارسة على الأرض فى واقع الحال.
وفى الشهر الماضى كان وزير السياحة قد وقف يتحدث أمام مجلس الشيوخ، وكان قد قال إن الذين زارونا من السياح فى السنة الماضية 15 مليونا و750 ألفا، وأن على الذين يأملون فى أن يكون الرقم 30 مليونا أن ينتبهوا إلى أن مقاعد الطيران المتاحة لا تستوعب هذا العدد، وأن أمام مصر للطيران فترة لتتمكن من ذلك.
وكانت المغرب فى السنة نفسها قد استقبلت 17 مليونا و400 ألف، وكانت هذه زيادة لافتة فى عدد السياح الذين قصدوا المغرب، وكان السبب كما شرحته فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة المغربية، أن بلادها سيّرت رحلات طيران مُضافة إلى الوجهات ذات التدفق السياحى الأعلى. وهذا تحديدا هو ما سوف يكون علينا أن نفعله، وسوف يكون علينا أن نشجع الطيران الخاص ما دامت مصر للطيران لا تستطيع وحدها.
السياحة صناعة تقوم على ثلاثة أركان: سائح، وخدمة متميزة ينتظرها هذا السائح، ثم طيران ينقله إلى مكان الخدمة. وفى اللقاء كان الحديث عن الأركان الثلاثة حاضرا بدرجات مختلفة من ضيف إلى آخر، وإذا كنا قد حددنا الهدف فلا يبقى إلا أن نعرف كيف نذهب إليه.