فكرة للجبلى الأب

فكرة للجبلى الأب

فكرة للجبلى الأب

 العرب اليوم -

فكرة للجبلى الأب

بقلم - سليمان جودة

ذات يوم دعا الدكتور مصطفى الجبلى، والد الدكتور حاتم الجبلى، إلى ما يسمى المجمعات الزراعية الصناعية، وكان دائم الدعوة إلى الانتقال بالزراعة من الكفاف إلى الكفاية.. كان الجبلى الأب وزيرا للزراعة، وكان مديرا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، والتى تتخذ من روما مقرا لها وتشتهر بمنظمة الفاو.

ومن شدة إيمانه بفكرة المجمعات الزراعية الصناعية، ولأنه كان قادرا على تحويلها من فكرة إلى واقع، فإن بلغاريا دعته إلى تطبيقها على أرضها، وقد ذهب بالفعل وطبقها على أرض البلغار، ومن بعدها أخذتها عدة دول عن بلغاريا، وكانت فكرة ناجحة فى الانتقال من الكفاف إلى الكفاية، لكن المشكلة أنها وجدت مَنْ يتبناها هناك، ولم تصادف أحدا يتبناها هنا.

وتعتمد المجمعات الزراعية الصناعية على ثلاثة أنشطة متوازية ومتكاملة، من أول الأنشطة الزراعية التى تنتج السلع الزراعية باعتبارها المادة الأولية، إلى الأنشطة الصناعية التحويلية التى تقوم فى نفس المزرعة، إلى الأنشطة الاجتماعية التى تقوم على العلاقات الإنتاجية بين العاملين فى المجمع.. وهكذا يمكننا تحقيق ثلاثة أهداف فى وقت واحد.

ولأن الفكرة فى حاجة إلى مساحات زراعية واسعة، فالدكتور الجبلى دعا إلى تقسيم الجمهورية إلى مناطق بيئية، بحيث تتخصص كل منطقة فى زراعة وإنتاج سلعة زراعية محددة.. وهو شىء أقرب إلى الدورة الزراعية التى كانت متبعة فى البلد إلى وقت قريب، وكانت تقوم على تحديد زراعات بعينها فى كل موسم زراعى، والتزام المزارعين بهذه الزراعات دون غيرها.

ولو أن أحدا راجع ما قاله الجبلى الأب وما كتبه فى وقته عن فكرة المجمعات، فسوف يجد أنه قدمها بكل تفاصيلها وقت أن كان وزيرا فى ١٩٧٢، وأنه كان يطلب أن تتبناها الدولة لأنها فكرة تستحق، ولأننا أحوج ما نكون إلى الانتقال بالزراعة من الكفاف إلى الكفاية.

وكان يردد دائما أن الأرض التى نستصلحها أو نزرعها تأكلها البيوت التى نبنيها، لكنه كان يستدرك ليقول: ومع ذلك هناك حل.

وكان الحل فى المجمعات الزراعية الصناعية، التى طبقها فى بلغاريا على مدى ثلاث سنوات، ومن قبل كان قد بادر بها إلى وطنه، لكنها بقيت فكرة منذ قدمها للحكومة فى ١٩٦٨ إلى اليوم، مع أنها انتقلت لدى البلغاريين من مجال الفكرة إلى أرض التجربة العملية بنجاح ظاهر.. ولاتزال الفكرة تبحث عمن يؤمن بها فى أرض المحروسة ولايزال هناك أمل.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فكرة للجبلى الأب فكرة للجبلى الأب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab