لأنه يوم السادات

لأنه يوم السادات

لأنه يوم السادات

 العرب اليوم -

لأنه يوم السادات

بقلم - سليمان جودة

إذا جاء ٢٥ ديسمبر من كل سنة، فمن الواجب أن نذكر رجلًا اسمه أنور السادات، ومن الواجب أيضًا أن نضع باقة من الورد على رأس المكان الذي يرقد فيه الرجل.

ففى هذا اليوم من عام ١٩١٨ جاء السادات إلى الدنيا، ولو عاش إلى اليوم لكان في سن الخامسة بعد المائة، ولكنه غادر دنيانا شهيدًا في يوم انتصاره، وكان ذلك في السادس من أكتوبر ١٩٨١، وتمنى قبلها بأيام لو عاش إلى ٢٥ إبريل ١٩٨٢ لأنه اليوم الذي كان الجزء المتبقى من سيناء سيعود فيه إلى الوطن الأم، بعد أن كانت أجزاء قد عادت من قبل بالحرب مرة وبالسلام مرةً ثانية.

ولكن القدَر لم يمهله ليعيش إلى اليوم الذي تمناه، ومات، يرحمه الله، وفى نفسه شىء مما تبقّى من سيناء، فلقد عاش منذ تولى السلطة في ١٩٧٠، وأمامه هدف وحيد، هو أن تعود سيناء كاملةً، ولذلك، كان يناقش الإسرائيليين في أي شىء، إلا أن يكون هذا الشىء هو استبقاء شبر واحد من أرض الفيروز لديهم، فهذا ما لم يكن يقبله، وكان يُلملم أوراقه، ويغادر مفاوضات كامب ديڤيد، إذا اكتشف أن الطرف الآخر يتكلم في شىء يخص مصرية سيناء غير المنقوصة.

وفى كتابه «البحث عن الذات»، روى القصة كاملة، ثم روى كيف ذهب إلى الحرب، لا لأنه كان يريد الحرب هدفًا في حد ذاتها، ولكن لأنه كان يريد أن يطلب أرضه وهو في وضعية المنتصر، فهذا ما فهمه من

«الرسائل»، التي كانت تأتيه من الأمريكان باعتبارهم الوسيط مع إسرائيل وقتها.. كان منذ البداية قد سعى إلى أن يستعيد أرضه دون قتال، وكان يعرف أن السلام لا يمكن أن يصمد دون قوة تحمى صموده بين أي بلدين، فكان يجهز قواته المسلحة بالتوازى، وكان يمد يدًا تطلب الأرض وتؤسس للسلام، وكانت اليد الأخرى تتهيأ بالسلاح.

لم تسعفه تل أبيب في فهم لغة السلام التي خاطبها بها ابتداءً، ولم تبادله لغةً سلمية بلغة أخرى مثلها، فلم يجد مفرًّا من أن يخاطبها باللغة التي تفهمها، وأسقط أسطورة جيشها في ست ساعات، وأرغم جولدا مائير على أن تستغيث بواشنطن.. وحين ذهب إليها يمد يده بالسلام كان منتصرًا، وكانت هي تعرف ذلك وتراه، وكان مناحم بيجين من بعدها يعرف ذلك ويراه، فلم يملك إلا أن يخضع، ولم تنفع مراوغاته، فأعاد الأرض إلى أصحابها لأنه لم يكن أمامه بديل آخر.

عاش السادات، منذ اللحظة الأولى في القصر، وهو على يقين بأن تحرير الأرض لا يتقدم عليه هدف آخر، فلم يملك إلا أن يضعه أمام عينيه، وإلا أن يعمل عليه ليُنجزه كاملًا، فأنجزه بالفعل، فلما سقط شهيدًا، وهو يحتفل بذكرى النصر الثامنة، بدا الأمر وكأن السعى إلى الهدف الأكبر قد أنهك الرجل، وأنه قد آن له أن يستريح.

ولم يكن السلام الذي راح يصنعه مجرد شعار يرفعه، وإنما كان يمثل عقيدة لديه لا يتزعزع إيمانه بها، وربما لهذا السبب طلب أن يكتبوا على شاهد قبره عبارة بهذا المعنى.. وإذا كانت المنطقة في حاجة إلى شىء، وسط ما نتابعه في أرجائها، فهى في حاجة إلى رجل في شجاعة السادات.. لقد عاش من بعده المستشار الألمانى هيلموت شميت يقول إنه كلما لاحظ أن منطقة في العالم أرهقتها الحرب، تمنى لو ترسل إليها السماء رجلًا في جرأة السادات، وفى قدرته على الفهم، والحل، والاحتواء، والاستيعاب.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لأنه يوم السادات لأنه يوم السادات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 العرب اليوم - الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab