المشكلة ليست في القطة الصينية

المشكلة ليست في القطة الصينية

المشكلة ليست في القطة الصينية

 العرب اليوم -

المشكلة ليست في القطة الصينية

بقلم - سليمان جودة

لا تملك وأنت تتابع ما تقوله «قوى الحرية والتغيير» عن حل المعضلة السودانية إلا أن تذكر حكاية القطة في الحكمة الصينية الشهيرة.

أما قوى الحرية والتغيير في الخرطوم فتوصف بأنها كانت الحاضنة السياسية لحكومة الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس وزراء السودان السابق، الذي كان على وشك وضع بلاده على طريق التنمية لولا أن الدهر قد أبى، على حد وصف شاعر النيل حافظ إبراهيم، فشاعر النيل كان يصف الرجل يبذل ما في وسعه من جهد ولا يصادفه التوفيق، فيقول: صح منه العزم ولكن الدهر أبى.

وتوصف قوى الحرية والتغيير أيضاً بأنها كانت تمثل المكون السياسي السوداني، في مقابل مكون عسكري كان يمثله الجيش هناك ومعه قوات الدعم السريع، وقد كان ذلك قبل أن يفترقا وتقوم بينهما الحرب التي اشتعلت في 15 أبريل، والتي لا تزال مشتعلة تأكل كل ما تجده في طريقها.

وأما القطة في الحكمة الصينية فهي تتلخص في قول الصينيين بأن لونها ليس مهماً؛ لأن المهم أن تكون قادرة على اصطياد الفئران.

وما يجمع بين القطة وقوى الحرية والتغيير أن المتحدث باسمها ذكر أن منبر جدة هو الخيار الأفضل لحل الأزمة في السودان.

وليس سراً أن المملكة العربية السعودية استضافت طرفي الحرب في مدينة جدة مرات عدة، وأنها أجلستهما على مائدة واحدة لعلهما يصلان إلى اتفاق يوقف هذا النزيف في ثروات البلد، وفي مقدراته، وفي حاضره، بل وفي مستقبله أيضاً.

وفي مرات كان طرف من الطرفين ينسحب، وكان يعود إلى المائدة في مرات أخرى، لكن الثابت حتى اللحظة أن العزم قد صح من جدة، ومن المملكة قبل جدة، لكن الدهر أبى في الآخر، ولا دليل على ذلك إلا أن الحرب لا تزال تدوس السودان وتدمره، ولا تزال قوى الحرية والتغيير تتحدث عن منبر جدة وتقول ما تقوله.

ولم يكن منبر جدة وحيداً في هذا الطريق، لأن إلى جواره قام منبر القاهرة عندما دعت مصر دول الجوار السوداني السبع إلى لقاء في قاهرة المعز، وعندما التقت الدول السبع في 13 يوليو أطلقت مبادرة لوقف الحرب، ولكن حال منبر القاهرة لم يكن بأفضل من حال منبر جدة في الموضوع، فلقد صح منها العزم هي الأخرى، لكن الدهر أبى.

وليس الدهر طبعاً هو المسؤول عن عدم قدرة المنبرين على تحقيق اختراق يوقف الحرب، فالمسؤول يظل هناك في السودان على الأرض.

غاية القول أن الحديث عن أن منبر جدة هو الأفضل، لن يحل المعضلة، ولو ظلت قوى الحرية والتغيير تقول هذا الكلام للسنة المقبلة، وإنما الحل هو في قدرة الطرفين المتحاربين على الاستجابة لما يطرحه منبر جدة أو منبر القاهرة أو أي منبر سواهما.

منبر جدة قادر على حقن دماء السودانيين التي تسيل كل يوم، وكذلك منبر الجوار في القاهرة، ولكن السؤال هو عما إذا كانت النية لوقف الحرب لدى طرفيها صادقة.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشكلة ليست في القطة الصينية المشكلة ليست في القطة الصينية



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 05:53 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

استشهاد شقيق الصحفي إسماعيل الغول في مدينة غزة

GMT 13:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

"المركزي" التركي يثبت معدلات الفائدة عند 50%

GMT 09:44 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

إجراء عاجل من الجيش اللبناني بشأن أجهزة بيجر

GMT 10:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab