بقلم - فاروق جويدة
مضى عامان على رحيل كاتبنا الكبير وصديق الزمن الجميل صلاح منتصر.. مرت الأيام مسرعة ومازال مكانه خاليا بقلمه ومواقفه وأخلاقه.. كان صلاح من رفاق الزمن الجميل ولم تنقطع جسور المودة بيننا حتى عندما ذهب إلى مجلة «أكتوبر»، حيث ظل محافظا على عموده اليومى فى الأهرام وبقيت علاقته بالمؤسسة العريقة التى احتوت مشواره الطويل.. فى بلاط صاحبة الجلالة عمل صلاح فى دار أخبار اليوم ومجلة آخر ساعة ورافق الأستاذ هيكل فى مشواره متنقلا بين الأخبار والأهرام، وكان صلاح صحفيا من طراز رفيع على المستوى المهنى والإداري، وقد قربنا كثيرا حين كان مسئولا فى ديسك الأهرام ثم محررا لشئون البترول، وفى كل مراحل مشواره المهنى كان مهموما بقضايا الناس.. وقد عانى كثيرا ظروفا صحية صعبة فى آخر المشوار وإن بقى حريصا على الكتابة اليومية .. فى الفترة الأخيرة من حياته كنا نتواصل دائما فى حوارات ممتدة، وكان إنسانا مجاملا فى كل المناسبات.. وقد مر عامان على رحيله وبقى بيننا بروحه وقلمه ومشاعره الجميلة، وبقى صلاح منتصر الغائب الحاضر وكان من رموز الأهرام وكتابها الكبار.. فى السنوات الأخيرة فقد الأهرام عددا من أكبر رموزه وكتابه الكبار الذين كانوا فى طليعة قوة مصر الناعمة وكان صلاح منتصر أحد هذه الرموز التى قدمت أغلى سنوات عمرها لـ «الأهرام» وفاء وحبا وانتماء.. كل رمز من رموز قوة مصر الناعمة يغيب يترك فى حياتنا فراغا لا يعوض وكان صلاح منتصر واحدا من هذه الرموز التى افتقدنا وجودها إنسانا وفكرا.