بقلم - فاروق جويدة
منذ أيام كتبت عن ميناء غزة الذى ادعت أمريكا أنها قدمته هدية لإنقاذ غزة من المجاعة ، وقد تكلف 320 مليون دولار، وخرج الإعلام الأمريكى يشيد بالموقف الإنسانى للبيت الأبيض .. ومنذ البداية شعرت أن هذا الميناء المشبوه يخفى سرا، وقد ظهرت الحقيقة أخيرا عندما حملت الأمواج بقايا الميناء التى تفككت وأخذت طريقها إلى تل أبيب، وقطعت 70 كيلو مترا .. وتاهت الحقيقة بين الأمواج وتعددت الآراء حول الميناء المشبوه ، وقيل انه استخدم فى نقل السلاح وربما لكشف بترول غزة أو مراقبة ما يجرى على شواطئها.. هذه قصة من قصص التواطؤ الأمريكى فى دعم إسرائيل فى هذه الجريمة، ربما تكشفت بعد ذلك كل الحقائق الغامضة حول الدور الأمريكى فى حرب غزة، وإبادة الشعب الفلسطينى والمصير الغامض للميناء المشبوه، وهل كان لتقديم الطعام لأطفال غزة أم لتقديم السلاح للجيش الإسرائيلى .. هناك أسرار كثيرة سوف تتضح مع الأيام حول الدور الأمريكى فى حرب غزة، وإذا كان التاريخ لا يرحم فإن الشعوب لا تنسى دماء شهدائها .. فى يوم من الأيام سوف تظهر الوثائق وتكشف الأدوار من ساعد ومن تواطأ ومن تخلى ومن صمت، وسوف يقول التاريخ كلمته .. وهناك أجيال لن تفرط فى دماء أمهاتها وآبائها ولابد أن يدفع القتلة الثمن ولو بعد حين .. لم تكن حرب غزة وإبادة شعبها جريمة عابرة ولكنها مؤامرة كبرى شاركت فيها دول وحكومات وعصابات وحين تظهر الحقيقة سوف تظهر الأدوار من خطط ومن دمر ومن تآمر ولا أحد يدرى ربما ظهرت أدوار خفية لأن الجريمة لم تكتمل فصولها بعد لأن دماء أطفال غزة سوف تبقى عارا يطارد الأيدى التى قتلت وشاركت وتخلت ولا عاصم اليوم من أمر الله..