بقلم : فاروق جويدة
صديقي ضيّع ثروته وأعلن إفلاسه، وجلس الآن على أطلال عمره يراجع دفاتر حساباته وأخطاء تجاربه السابقة.. صديقي ورث عن والده أموالًا كثيرة من الأراضي والعقارات والأسهم والأرصدة في البنوك، وازداد ثراء بعد رحيل والده.. ولكن أحواله تغيّرت ، فقد تعرّف على شلّة من الأصدقاء أدمن السهر معهم ، وبدأ يقيم السهرات والأفراح والليالي الملاح.. زادت النفقات عليه، وبدأ يسحب أرصدته من البنوك.. وفي شلّة الأنس دخل مرحلة جديدة من العلاقات، وتجمّعت حوله أشكال غريبة من النساء.. حاول أن يبدو أمام الجميع في صورة الرجل الوسيم ، حتى إن إحدى فنانات الصف الثاني أقنعته بأن ينتج لها فيلمًا يؤدي فيه مشهدًا وحيدًا، واقتنع ودفع ملايين الجنيهات.. أكثر من ذلك، أنفق أموالًا طائلة في رحلات خارجية لأعضاء الشلّة، وكان يجمعهم في حفلات أعياد الميلاد بين باريس ولندن.. وسط هذه العواصف المالية ، خسر عدة ملايين في مضاربات البورصة، وبدأت حساباته في البنوك تنهار، وتجمّعت حوله حشود الدائنين.. واتجه إلى بيع ما يملك من الأراضي والعقارات، حتى قصر أبيه باعه بسعر بخس.. دخل في دوامة الإفلاس وتخلّت عنه الشلّة، وباعه الجميع، حتى أسرته.. ورفضت البنوك أن تساعده ليخرج من أزمته.. حتى الفنانة التي أنتج لها فيلمًا لم تعد تسأل عنه.. علمتُ أنه أصيب بأزمة قلبية حادة بعد أن أعلن إفلاسه . ذهبتُ لزيارته في أحد الفنادق القديمة في قلب القاهرة.. كان وجهه شاحبًا، ينام في شبه غيبوبة ويتنفس بصعوبة.. لم يعرفني، وخرجت وأمامي عشرات الصور والحكايات..