بقلم : فاروق جويدة
لا يمكن أن أطالب بوضع ضوابط أو اتخاذ إجراءات تجاه سفر الفنانين المصريين إلى الخارج للاشتراك فى المهرجانات، أو تكريمهم فى مناسبات خاصة، أو أداء أعمال فنية، لأن الفنان المصرى جزء من قوة مصر إبداعًا وفنًا.. ولا أتصور أن تكون هناك إجراءات تمنع فنانًا من السفر أو المشاركة فى مناسبات فنية .. وبقدر الحرص على وجود الفن المصري، بقدر الحرص أن يظهر بصورة لائقة ومناسبة، لأن الفنان يمثل وطنًا وتاريخًا وقيمة .. وحين تصدر تصرفات تتعارض مع ذلك ، ينبغى أن نراجع أنفسنا.. وهذه المراجعة تبدأ بالسلوك وتنتهى بالأزياء، خاصة إذا كان فيها بعض التجاوزات التى تشوه صورة الفن المصرى وتسيء إليه..
الفنان يحمل سمعة وطن وأخلاقيات شعب ، وهو -دون أن يدري- يمثل القدوة والنموذج فى فنه وسلوكه وصورته أمام جماهير تحبه وتقدره.. الحكاية تبدأ من الفنان نفسه دون حسابات أو رقابة.. الفنان يجب أن يشعر بمسئوليته أمام الناس: صورةً، وكلامًا ، وفنًا. فلا ينطق لفظًا لا يليق، ولا يقول كلمة تسيء، ولا يسلك شيئًا يُحسب عليه ويسحب من رصيده لدى جماهير تحبه وتقدر فنه..
أنا أقدر قيمة الفن، وأعتز بكل نجوم مصر، وهم أغلى ما تملك فى قوتها الناعمة .. ولكن هذا لا يمنع أننى عاتب على البعض منهم، وأطالب بقدر من الانضباط والحرص.
سمعة الفنان المصرى ليست سمعة أشخاص مشهورين فحسب، ولكنها تاريخ طويل من الإبداع والفكر والثقافة.. وينبغى ألا تكون مجالًا للتجاوز أو الفوضى.. الفن ينبغى ألا يكون بلا ضوابط؛ حتى لا يفقد رسالته ومكانته بين الناس..