بقلم : فاروق جويدة
إعلانات التليفزيون تعكس الكثير من الواقع الاجتماعى فى مصر. تشاهد إعلانًا فى غاية البهرجة والإسراف، وخلفه إعلان يطلب الصدقات وحالات المرض وطلب المساعدة، بما فى ذلك تكاليف العلاج فى المستشفيات.. وإذا انتقلت إلى المطاعم والوجبات وشاهدت أنواع الأطعمة والوجبات، تتساءل: كيف يشاهد البسطاء هذه الأنواع؟ وما هو الأثر النفسى الذى تتركه هذه الإعلانات؟ أنا أعلم أن الفنانين يحصلون على الملايين مقابل الظهور فى هذه الموائد أو المطاعم، ولكن ماذا يقدم هؤلاء للبسطاء الجالسين أمام الشاشات؟ إن الكثير من هذه الإعلانات تتسم بالفجاجة والبهرجة والاستفزاز.
الحل عندى أن تُراعى هذه الظواهر التى تعكس تفاوتًا رهيبًا فى واقعنا الاجتماعى الذى اختلت كل التوازنات فيه.. إن الأطعمة والموائد التى تحرك فى الإنسان مشاعر الرفض والاستنكار يمكن معالجتها من خلال إعلانات تحرص على مشاعر الناس.. لا داعى أبدًا لكل مظاهر الإثارة، حرصًا على الملايين الذين يشعرون بالعجز وقلة الحيلة أمام إعلانات مستفزة.. كل شيء يمكن أن يُقال بشرط وحيد أن يتسم بالحكمة والرحمة.. هناك أعداد كبيرة من البشر شاهدت أنواع الأطعمة فى هذه الإعلانات ولم تسمع عنها من قبل، ويكفيها الحرمان.. فهل بعد ذلك نستبدل بالحرمان العذاب؟ على الفنان أن يراجع الإعلان قبل أن ينفذه حتى لا يكره المشاهد البسيط الإعلان وكل من يظهر فيه. قليل من الرحمة يجعل الحياة أكثر إنسانية ورحمة.. ارحموا الناس من استفزاز الإعلانات والمبالغة فى المظاهر، لأنها تسيء إلى مشاعر الناس وتنشر الأحقاد فى النفوس.