بقلم - عبد المنعم سعيد
كرة القدم يقال عنها إنها الساحرة المستديرة، وهى ساحرة لأنها تخلب لب الملايين ، ولو أن هذا السحر ليس موزعا بالتساوى بين دول العالم. على سبيل المثال فإن الهند لم تدخل هذا العالم، وكذلك الصين رغم أن فرقتها تنافس آسيويا فإنه لا تبدو آخذة الكرة مأخذ السباق الخاص بالذكاء الاصطناعى أو G5. لم أسمع أن إندونيسيا لديها فرق يشار لها وبالتأكيد فإنها ليست برازيل آسيا؛ وهكذا ربما يكون ثلث سكان العالم غير مسحور باللعبة العالمية. ومستديرة لأنها تشبه الكرة الأرضية التى حيرت من يسكنونها منذ آلاف السنين، فلا يعلم أحد متى يستقر بها المقام وقد استبدت بها المنافسة والنزاع والصراع والحرب. كرة القدم أرحم كثيرا حتى ولوكان أول ما يقال فى المباريات تعبيرا عن النية بتسجيل هدف مبكر لنقل القلق إلى الطرف الآخر. هى فكرة ليست طيبة إذا كان المطلوب هو تحقيق المنافسة التى تحدث فقط بين بشر فى حالة نفسية جيدة. ولكن لعبة الكرة ليست معنية بالسلامة العقلية لآخرين، فمثل ذلك نوع من الحرب النفسية فى لعبة فيها الكثير من الهجوم والدفاع.
كان المذيع واللاعب السابق محمد لطيف هو الذى نشر بين المصريين محبة وانفعالات الكرة، والمدهش أنه كان الذى نشر الحكمة أن الكرة أجوال, رغم أنه من البديهيات لأن الهدف من المباراة هو الفوز الذى لا يحدث دون وضع الكرة فى شباك الخصم، وهو التعريف العملى الخاص بإحراز الهدف. ومن الأقوال الذائعة أن هناك ضرورة لتحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم، وإذا كان الأخير يعنى تسجيل الهدف، فإن الأول هو منع الهدف من الحدوث. النصيحة الشهيرة دائما هى أن واجب فريق الكرة الأول هو منع الكرة من الدخول إلى مرماه أى إقصاء فكرة لعب كرة القدم فى المقام الأول. ولكن تحويل كرة القدم ومبارياتها إلى أمور فلسفية تبدو عصية على الفهم.