بقلم - عبد المنعم سعيد
فى عام ١٩٤٧ قامت مجموعة من العلماء والخبراء فى التكنولوجيا النووية بإنشاء مجلس العلوم والأمن بوضع مقياس زمنى للتنبؤ بفناء كوكب الأرض نتيجة حرب نووية سموه يوم القيامة وجعلوه الساعة الثانية عشرة ليلا. وقتها، وكانت الحرب العالمية الثانية قريبة، كما كان أقرب الأوقات التى شعر بها الإنسان، وشاهد فى الحقيقة، شيئا ملموسا عن يوم القيامة كان عندما جرى استخدام القنابل الذرية فى نهاية الحرب العالمية الثانية عندما قامت الولايات المتحدة بإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناجازاكى فى اليابان. لم يكن ذلك إلا مجرد لمحة خاطفة من الحقيقة الكبرى المروعة، لأن القنبلة آنذاك صارت تُدعى القنبلة «الرضيع» مقارنة بما أتى بعدها من متفجرات نووية عشرات أضعاف قوتها التدميرية. جرى يوم الإنشاء تحديد ساعة الإبادة الجماعية سبع دقائق قبل منتصف الليل. ومع التطورات النووية المتعلقة بالحرب الأوكرانية من التهديد إلى نشر القوات النووية الروسية فى بيلاروس جاء التقدير أن ساعة الفناء قد بقى عليها تسعون ثانية.
الأديان قدمت لنا صورة عن يوم القيامة، يوم للهول العظيم، يفر فيه المرء من أمه وأبيه، وأخته وأخيه، ومن فرط الفزع الأعظم يصير لكل إنسان أمر يُغنيه. توالت فى كل دين صورة عن نهاية الحياة والدنيا كما نعرفها، وحاول الفلاسفة والمفكرون وحتى الشعراء أن يرسموا صورة لدمار الكون، وبينما كانت للجنة خيالاتها العذبة روحيا وحسيا، فإن جهنم لقيت كثيرا من التفاصيل. شاعر العصور الوسطى الإيطالى دانتى أليجيرى (1265ـ 1321م) جسد ما بعد الحياة الدنيا فى «الكوميديا الإلهية»، التى استفاض فيها فى وصف الجنة والنار، حتى ولو كانت الأخيرة «إنفيرنو» هى التى ذاعت. وفى رواية صارت فيلما قام «دان براون» بتصوير «الإنفيرنو» أو الجحيم، فى حالة يفيض فيها الجنس البشرى على الأرض، فلا يصير هناك بد من إبادة عن طريق فيروس يجعل مَن يتبقى بعده من البشر يكفيه ما فيها من غذاء وموارد. ربنا يستر!.