عام الأحزان الكثيرة
طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى بيروت وبغداد ابتداءً من فبراير المغرب وموريتانيا تتفقان على الربط الكهربائي وتعزيز التعاون الطاقي حريق بمنشأة نفطية بحقل الرميلة والجيش السوداني يتهم الدعم السريع بحرق مصفاة الخرطوم انقطاع الإنترنت في العاصمة السورية ومحيطها نتيجة أعمال تخريبية وفق وزارة الاتصالات الأمم المتحدة تعلق كافة التحركات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن مكتب نتنياهو يعلن رسميا أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوما الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير شبكة أنفاق ومصادرة أسلحة في جنوب لبنان لجنة مصرية قطرية تتابع جهود وقف إطلاق النار في غزة و"حماس" تعلن تسليم دفعة أسرى مبكرة فينيسيوس جونيور يحسم موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي ويؤكد التزامه بريال مدريد سكرتيرة البيت الأبيض كارولين ليفيت تكشف عن ديون حملة انتخابية بقيمة 326 ألف دولار وتعديلات كبيرة على التقارير المالية
أخر الأخبار

عام الأحزان الكثيرة!

عام الأحزان الكثيرة!

 العرب اليوم -

عام الأحزان الكثيرة

بقلم : عبد المنعم سعيد

فى العادة فإن حصاد الحزن أو السعادة يأتى فى نهاية العام، وسواء كان الحصاد شخصيًّا أو عامًّا فإن حسابه ليس سهلًا، فالحياة خليط ومزيج من أشياء وأمور كثيرة لا يمكن التمييز بينها، وهى كالعادة حمّالة أوجه كما هو الحال فى كتب مقدسة. لكن مشهد مثل ذلك الحريق الذى جرى لكنيسة القديس «أبوسيفين» لابد له أن يهبط ثقيلًا على القلب والعقل معًا ليس فقط بصور الضحايا أو خسارة الجرحى أو ما ترك من ركام تظهر فى داخله أيقونات مدهشة هو فى النهاية خسارة وطنية من الطراز الأول. من الممكن دائمًا أن يحل ذلك كنوع من الاختبار، الذى لا يأتى إلى الأفراد وحدهم، وإنما يحل بالشعوب أيضًا. فى الأمور الشخصية- كفقدان الابن، أو ابنة الصديق «سلمى»، التى كانت تجرى بيننا بسمرتها وابتسامتها الساحرة لاعبة غادية ورائحة- تولد اللوعة التى عرفتها من قبل على أنها حالة ربما لا يعرفها إلا علماء البيولوجيا من الحزن الذى يتفجر على حلقات متتابعة، ويأتى فى شكل موجات لا تعرف متى سوف تهجم عليك فى حالة من الألم والدموع الدافقة والرغبة فى الصراخ. لا يوجد أى تحذير بأن المآقى قد فاض بها الدمع، أو أن القلب بات على وشك الانفجار؛ وإذا كانت كل أمور الإنسان تبدأ من العقل، فما الأوامر والإشارات التى جرت حتى وصلت الأمور إلى هذه الدرجة من الألم المعنوى، والاعتصار الحسى، وتثبيت اللحظة المؤلمة حتى تخال أنك أخذت نصيبك منها فتمر، وتعود الشاشة الإنسانية إلى استئناف حكاية القصة.

الحزن العام يجمع وراءه تكرارية من الإحباط والفشل، ويحتاج قدرًا كبيرًا من الأسف على ما جرى، والتساؤل عما إذا كان ممكنًا أن نصعد إلى قمة الجبل حاملين أقدارنا لكى نُعيد الكَرّة بعد ذلك فى دورية مخيفة كما حدث فى أسطورة إغريقية تتجسد فى التاريخ المصرى على شكل سلسلة من التقدم إلى الأمام لا تلبث أن تتلوها أزمان من الدوران إلى الخلف. ما جرى خلال السنوات القليلة الماضية من تقدم فى مصر خلق فى داخله تلك الحالة من الخوف عما إذا كان ذلك فترة استثنائية وأن تحول البناء فيها إلى ما هو معتاد ومن طبيعة الأشياء لا يجاريه ما فى داخله من نقيض ينفجر عند لحظة ما. هو ما سميته من قبل فى مقال سابق نوعًا من «الكرب»، الذى يأتى من توالى المصائب وتعدد أنواعها، بحيث يصبح من الصعب على العقل تحديد الأولويات والوسائل والأدوات، التى يمكن بها التخلص من الحالة الصعبة، التى تبدو مستعصية على كل شىء. هى حالة يمكن أن تكون عالمية كتلك التى نعايشها الآن، فقد كان معلومًا أن البشرية تواجه أشكالًا من المصائب الصعبة الناجمة من ظاهرة الاحتباس الحرارى، التى ولّدت حالات غير مسبوقة من ارتفاع الحرارة وذوبان القطب الشمالى وأشكالًا عنيفة من الأعاصير، صاحبتها انفجارات غير مسبوقة فى براكين ظهرت خامدة. لم تكن الحرائق والفيضانات التى ألَمّت بكل ذلك مماثلة لما جرى التعود على التعامل معه من قبل، وإنما أصابت مدنًا وقرى بعنف شديد، ترتبت عليه هجرات ولجوء جعلت من الإنسان الذى كان آمنًا ضحية اضطراب الحياة والعيش فى «كرب» بالغ.

الأفراد الراشدون يتعاملون مع اللوعة ليس بالاستسلام لها، وإنما بالكثير من إرادة العمل والبناء والتفكير بأنه لا ينبغى للحظة الذهاب العظمى أن تخفى مآل روعة الحضور إلى الدنيا. الأمم الرشيدة لا تستسلم للكرب مهما كانت طبقاته حتى لو ألَحّت إحباطاته وذنوبه التى أتت بالحريق. وفى الحالتين فإن المراجعة تكون واجبة، ليس فى أمور الله وقدره، وإنما فى الأسباب والأسماء التى تجعل من الممكن استمرار مسيرة الفعل والبناء. «الحرب الأوكرانية» خلقت سلاسل من الكرب، جاءت أولاها من انكسار أشكال من الحكم الذائعة حول دوام السلام العالمى؛ وثانيتها أنها انتقلت من حالة «الأزمة» إلى الصراع المسلح بسرعة كبيرة؛ وثالثتها أنه كامن فى الأزمة تحولها إلى حرب عالمية؛ وفى كل الأحوال رابعًا أنها ما لبثت أن تحولت إلى أزمة اقتصادية عالمية تمس كل دول العالم. تراجع النمو فى الاقتصاد العالمى، ومعه صعدت أسعار الطاقة، ومن بعيد ظهرت أشباح الركود التضخمى للكوكب كله. تراكم الأزمات والمصائب على هذا الشكل منع أشكالًا كثيرة من التعاون الدولى عندما بات واضحًا أن الدوافع «الجيوسياسية» يمكنها أن تتغلب على كل الدوافع الأخرى. ما بين كرب الحرب وكرب الكنيسة لابد من حماية وبناء الوطن، وكذلك العالم.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عام الأحزان الكثيرة عام الأحزان الكثيرة



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab