لماذا لم نذهب إلى كأس العالم

لماذا لم نذهب إلى كأس العالم؟

لماذا لم نذهب إلى كأس العالم؟

 العرب اليوم -

لماذا لم نذهب إلى كأس العالم

بقلم - عبد المنعم سعيد

سؤالى الأول فى عالم الرياضة، قبل أكثر من ثلاثة عقود، كان لماذا لا نفوز بكأس العالم؟. (الأهرام ١٦ يناير ١٩٩٠)؛ والآن تغير السؤال إلى عنوان هذا المقال: «لماذا لم نذهب إلى كأس العالم؟». كانت مصر وقتها قد تأهلت للمرة الثانية لكى تذهب إلى نهائيات الكأس فى إيطاليا، بعد مرور ٥٦ عامًا على المرة الأولى ١٩٣٤. المرة الثالثة- التى كانت فيها الطموحات فائرة، بعد أن دخلنا مع كبار الفاتحين فى عالم الكرة- مر عليها ٢٨ عامًا حتى وصلنا إلى النهائيات فى روسيا عام ٢٠١٨. وعندما تصورت مع الأغلبية الساحقة من المصريين أننا أصبحنا على مرمى حجر من المرة الرابعة، يوم الثلاثاء الماضى، ساعة المباراة مع السنغال، لم يخْلُ الأمر من بعض الشكوك فى إمكانية تحقيق الهدف لمرتين متواليتين. وبصراحة كان ذلك بعيدًا عن عاداتنا وتقاليدنا الكروية، التى قادتنا إلى حالة بعيدة بُعد السماء السابعة عن بقية دول العالم، بما فيها دول إفريقية وأخرى عربية.

صحيح أن نصيبنا من الكؤوس الإقليمية، وخاصة الإفريقية، هو الأوفر، ولكن ما تعلمناه مؤخرًا أننا نحتاج كثيرًا من الجهاد حتى نصل إلى النهائيات، التى نواجه فيها منتخبات عالمية بالفعل تجمع ليس بين أفضل اللاعبين فى دولة ما، وإنما بين أفضل الممثلين فى أفضل الأندية الأوروبية، بكل ما يعنيه ذلك من إعداد بدنى وفنون رياضية متقدمة. تغير العالم الإقليمى الإفريقى والعربى كثيرًا خلال العقود الماضية، فإما يذهب اللاعبون الأفارقة إلى الغرب للتمرس على أنواع متقدمة من الفنون الكروية؛ أو يأتى اللاعبون من العالم إلى دول عربية باتت هى الأخرى متقدمة فى مباريات كأس العرب. وصحيح أيضًا أن هناك بعض التقدم الذى جرى فى نوعية لاعبينا، الذين بات لهم نصيب فى التمثيل الأوروبى، ولكن الحقيقة هى أن لاعبينا ليسوا جميعًا محمد صلاح بما اكتسبه من مهارات أخشى عليه أن يُضيعها إذا ما كثر لعبه معنا.

المرض الأساسى الذى لدينا فى عالم كرة القدم يماثل تمامًا ذلك المرض الذى كان لدينا حتى وقت قريب، وهو له نوعان من الأصول: أولهما أننا ندير الهزيمة وليس النصر، ومقابله فى حياتنا السابقة هو إدارة الفقر وليس إدارة الثروة. وثانيهما تهافت التراكم الفنى والخططى والمعرفى بالرياضة كلها ومقابله فى حياتنا السابقة هو غياب التراكم الرأسمالى بين عهودنا السياسية السابقة. وزاد الطين بِلّة فى عالم كرة القدم ما ورد عليها من «استديوهات التحليل الرياضى»، التى استفادت كثيرًا من شيوع الحماس للرياضة الشعبية الأولى من خلال تعميق الخصومة الرياضية، واختصار الرياضة كلها فى الأهلى والزمالك، والسباق على «الترند» فى وسائل التواصل الاجتماعى. نتيجة ذلك هى الغياب الكامل لتحقيق التراكم الرياضى اللازم لعبور الخط الفاصل ما بين خيبة الأمل الكبيرة وبطريقة دورية كل أربع سنوات مع الاستعداد لكأس العام، وإحراز الانتصار المتراكم من مسابقة إلى أخرى.

الحل السحرى الدائم للاستديوهات التحليلية هو أولًا التشكيك فى تشكيل المباراة، ولما كانت مباريات كرة القدم تقوم على إحدى عشر لاعبًا، فإن العبقرية تكون دائمًا فى هؤلاء الذين لم يشملهم التشكيل، فإذا ما شملهم التشكيل جرى الانتقال الفورى إلى الآخرين الذين خرجوا منه. وثانيًا قلب الأوضاع بنفس الطريقة مع المدرب، فإذا كان أجنبيًا فإن المدرب الوطنى يصبح هو وحده الذى يعرف نفسية اللاعبين؛ أما إذا جرى العكس فإن الإشارة تكون أن المدرب «المحلى»- فضلًا عن تحيزاته الداخلية- لا ترتقى موهبته إلى المسابقات الكبرى. المدربون السابقون- وبلا تاريخ يُذكر فى عالم التدريب الدولى- يرفضون كل أنواع المدربين محليين وأجانب.

فى آخر تجاربنا فى كأس العالم، التى ذهبنا إليها بعد ٢٨ عامًا من البعاد، جرى طرد المدرب الأجنبى السيد «كوبر» بلا هوادة ولا رحمة، مع إساءة السمعة، ومعه جرى هز اتحاد الكرة من الأعماق، والمنظومة الكروية كلها من أعلاها إلى أسفلها. لم نتعلم فضيلة الصبر الجارى استخدامها فى مجالات أخرى فى المشروع الوطنى الجارى، الذى يتعلم من السوابق ويضيف إليها، كما جرى فى مشروع توشكى على سبيل المثال. لم نعرف ما عرفناه فى مناحى التقدم الأخرى أن علينا أن نتسلح بالمراتب والمستويات العالمية، وعلى العكس كان الكلام فى أغلبه يدور فى دائرة لا يخرج منها فى المشاحنة الساخنة والتصفيق الزائد.

المهمة التى وضعتها استديوهات التحليل لنفسها الآن هى الإطاحة بالمدرب الحالى لكى نبدأ مرة أخرى من نقطة الصفر، تمامًا كما حدث مع «كوبر».

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لم نذهب إلى كأس العالم لماذا لم نذهب إلى كأس العالم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab