عام الأحزان الكثيرة
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل
أخر الأخبار

عام الأحزان الكثيرة!

عام الأحزان الكثيرة!

 العرب اليوم -

عام الأحزان الكثيرة

بقلم - عبد المنعم سعيد

فى العادة فإن حصاد الحزن أو السعادة يأتى فى نهاية العام، وسواء كان الحصاد شخصيًّا أو عامًّا فإن حسابه ليس سهلًا، فالحياة خليط ومزيج من أشياء وأمور كثيرة لا يمكن التمييز بينها، وهى كالعادة حمّالة أوجه كما هو الحال فى كتب مقدسة. لكن مشهد مثل ذلك الحريق الذى جرى لكنيسة القديس «أبوسيفين» لابد له أن يهبط ثقيلًا على القلب والعقل معًا ليس فقط بصور الضحايا أو خسارة الجرحى أو ما ترك من ركام تظهر فى داخله أيقونات مدهشة هو فى النهاية خسارة وطنية من الطراز الأول. من الممكن دائمًا أن يحل ذلك كنوع من الاختبار، الذى لا يأتى إلى الأفراد وحدهم، وإنما يحل بالشعوب أيضًا. فى الأمور الشخصية- كفقدان الابن، أو ابنة الصديق «سلمى»، التى كانت تجرى بيننا بسمرتها وابتسامتها الساحرة لاعبة غادية ورائحة- تولد اللوعة التى عرفتها من قبل على أنها حالة ربما لا يعرفها إلا علماء البيولوجيا من الحزن الذى يتفجر على حلقات متتابعة، ويأتى فى شكل موجات لا تعرف متى سوف تهجم عليك فى حالة من الألم والدموع الدافقة والرغبة فى الصراخ. لا يوجد أى تحذير بأن المآقى قد فاض بها الدمع، أو أن القلب بات على وشك الانفجار؛ وإذا كانت كل أمور الإنسان تبدأ من العقل، فما الأوامر والإشارات التى جرت حتى وصلت الأمور إلى هذه الدرجة من الألم المعنوى، والاعتصار الحسى، وتثبيت اللحظة المؤلمة حتى تخال أنك أخذت نصيبك منها فتمر، وتعود الشاشة الإنسانية إلى استئناف حكاية القصة.

الحزن العام يجمع وراءه تكرارية من الإحباط والفشل، ويحتاج قدرًا كبيرًا من الأسف على ما جرى، والتساؤل عما إذا كان ممكنًا أن نصعد إلى قمة الجبل حاملين أقدارنا لكى نُعيد الكَرّة بعد ذلك فى دورية مخيفة كما حدث فى أسطورة إغريقية تتجسد فى التاريخ المصرى على شكل سلسلة من التقدم إلى الأمام لا تلبث أن تتلوها أزمان من الدوران إلى الخلف. ما جرى خلال السنوات القليلة الماضية من تقدم فى مصر خلق فى داخله تلك الحالة من الخوف عما إذا كان ذلك فترة استثنائية وأن تحول البناء فيها إلى ما هو معتاد ومن طبيعة الأشياء لا يجاريه ما فى داخله من نقيض ينفجر عند لحظة ما. هو ما سميته من قبل فى مقال سابق نوعًا من «الكرب»، الذى يأتى من توالى المصائب وتعدد أنواعها، بحيث يصبح من الصعب على العقل تحديد الأولويات والوسائل والأدوات، التى يمكن بها التخلص من الحالة الصعبة، التى تبدو مستعصية على كل شىء. هى حالة يمكن أن تكون عالمية كتلك التى نعايشها الآن، فقد كان معلومًا أن البشرية تواجه أشكالًا من المصائب الصعبة الناجمة من ظاهرة الاحتباس الحرارى، التى ولّدت حالات غير مسبوقة من ارتفاع الحرارة وذوبان القطب الشمالى وأشكالًا عنيفة من الأعاصير، صاحبتها انفجارات غير مسبوقة فى براكين ظهرت خامدة. لم تكن الحرائق والفيضانات التى ألَمّت بكل ذلك مماثلة لما جرى التعود على التعامل معه من قبل، وإنما أصابت مدنًا وقرى بعنف شديد، ترتبت عليه هجرات ولجوء جعلت من الإنسان الذى كان آمنًا ضحية اضطراب الحياة والعيش فى «كرب» بالغ.

الأفراد الراشدون يتعاملون مع اللوعة ليس بالاستسلام لها، وإنما بالكثير من إرادة العمل والبناء والتفكير بأنه لا ينبغى للحظة الذهاب العظمى أن تخفى مآل روعة الحضور إلى الدنيا. الأمم الرشيدة لا تستسلم للكرب مهما كانت طبقاته حتى لو ألَحّت إحباطاته وذنوبه التى أتت بالحريق. وفى الحالتين فإن المراجعة تكون واجبة، ليس فى أمور الله وقدره، وإنما فى الأسباب والأسماء التى تجعل من الممكن استمرار مسيرة الفعل والبناء. «الحرب الأوكرانية» خلقت سلاسل من الكرب، جاءت أولاها من انكسار أشكال من الحكم الذائعة حول دوام السلام العالمى؛ وثانيتها أنها انتقلت من حالة «الأزمة» إلى الصراع المسلح بسرعة كبيرة؛ وثالثتها أنه كامن فى الأزمة تحولها إلى حرب عالمية؛ وفى كل الأحوال رابعًا أنها ما لبثت أن تحولت إلى أزمة اقتصادية عالمية تمس كل دول العالم. تراجع النمو فى الاقتصاد العالمى، ومعه صعدت أسعار الطاقة، ومن بعيد ظهرت أشباح الركود التضخمى للكوكب كله. تراكم الأزمات والمصائب على هذا الشكل منع أشكالًا كثيرة من التعاون الدولى عندما بات واضحًا أن الدوافع «الجيوسياسية» يمكنها أن تتغلب على كل الدوافع الأخرى. ما بين كرب الحرب وكرب الكنيسة لابد من حماية وبناء الوطن، وكذلك العالم

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عام الأحزان الكثيرة عام الأحزان الكثيرة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 العرب اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab