بقلم -منى بوسمرة
تتوالى يومياً الفعاليات والخطط التي تبشر بمستقبل مشرق للإمارات، يدعم طموحها العالمي لتكون أنشط وأفضل اقتصاد، وأفضل بيئة أعمال صديقة، تجعلها في صدارة التنافسية العالمية بعد تجاوز الصدارة الإقليمية.
أحدث المؤشرات، بيانات مركز دبي المالي العالمي، الذي أعلن أمس عن تحقيق أهداف استراتيجية 2024 قبل ثلاث سنوات من موعدها، بما يعني أن الخطط والبرامج تسبق نفسها، وأن بيئة أعمال المركز جعلته البيت المثالي للشركات خصوصاً المالية والناشئة والتكنولوجية، الذي لا غنى عنه للتطور والإبداع والابتكار، وإلا فما الذي يجعل شركات وبنوك عالمية عملاقة، تختار هذا البيت مقراً، لتوسيع أعمالها، لولا البيئة الصديقة لأعمالها التي تعطيه أفضلية على غيره.
خلال عقدين أصبح المركز بين أهم عشرة مراكز في العالم، منافساً مراكز عريقة مثل نيويورك ولندن، لكن كيف لمركز بهذا الزمن القصير أن يصل للعالمية؟ الإجابة تظهر في أربعة أمور بشكل أساسي.
الأول: الرؤية الشاملة التي تحدد المنطلقات والغايات، فهي الأصل والفصل، وهي التي توفر الشعلة الهادية لمسارات الخطط، وهي ميزة تتمتع بها دبي بفضل قيادتها التي جعلت الاستثمار في العقول والإبداع والابتكار، وسيلة وغاية.
الثاني: البنية التحتية، حيث تتوفر في المركز أحدث بنية تحتية للمنشآت والاتصالات والتقنيات، مع استمرار تطويرها كلما لزم ذلك، استجابة لتطور الأعمال.
الثالث: التشريعات، التي هي أساس العمل وروحه، ومن غيرها لا يستقيم ولا يتطور، فهي حاميته، وراعية تطوره، وحافظة حقوقه، وقد تميزت قوانين المركز بالمرونة التي تستدعيها تطورات الأعمال، فواكبت المركز بكل ما يلزم.
الرابع اكتمال المنظومة: فمنظومة المركز لا تنفصل عن منظومة دبي الشاملة، بل تتكامل معها وتسير بموازاتها ومعها.
من هنا فلا غرابة، أن تحقق مدينة المال في دبي، استراتيجية 2024 قبل موعدها، فكل الظروف الموضوعية توافرت، والتطبيق الدقيق للخطط، من خلال بناء بيئة تشغيلية صديقة للأعمال، جذبت حتى اليوم 3292 شركة، منها 1025 شركة عاملة في القطاع المالي والابتكار، واللافت أن مركز الابتكار حديث النشأة وصل إلى طاقته الكاملة، بانضمام 140 شركة في ستة أشهر.
ما تحقق، أكثر من مجرد نجاح، بل طاقة نحو التفوق، وهو ما أكده رئيس المركز مكتوم بن محمد، بالعزم على مضاعفة العمل نحو مستويات أعلى من كفاءة الأداء لضمان الريادة الإماراتية للقطاع المالي إقليمياً وعالمياً، في استلهام متواصل من رؤية محمد بن راشد، وانسجاماً مع «وثيقة الخمسين» لتقديم نموذج تنموي فريد.
النتائج تعكس أمرين مهمين، الأول نجاح منقطع النظير لفريق العمل ببناء سمعة عالمية فريدة، يستحقون عليه كل الإشادة والاحترام، والثاني ضرورة ترقية الأهداف إلى مستويات أعلى بعد أن أثبت المركز القدرة على تحقيق هذه النتائج في زمن قياسي، فمضاعفة الجهود، تبدو ماثلة للعيان والتحقيق، ليس لتسريع وتيرة نموه فقط، وإنما أيضاً في زيادة التنويع الاقتصادي في دبي والإمارات عموماً.