العبادي وطهران التباس الربح بالخسارة

العبادي وطهران.. التباس الربح بالخسارة

العبادي وطهران.. التباس الربح بالخسارة

 العرب اليوم -

العبادي وطهران التباس الربح بالخسارة

مصطفى فحص

رحبت طهران، على لسان أمين سر مجلس الأمن القومي الأدميرال علي شمخاني، باختيار الائتلاف الوطني العراقي للدكتور حيدر العبادي لتكليفه بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وفي أول إشارة رسمية إيرانية إلى تخلي طهران عن حليفها السابق نوري المالكي أكد شمخاني، في تصريحات له، أن بلاده تدعم العملية القانونية التي تمت بخصوص اختيار رئيس الوزراء العراقي الجديد، ثم تبعها في اليوم التالي تأييد مرشد الجمهورية السيد علي خامنئي لتكليف العبادي.

المفارقة أن ترحيب طهران السريع باختيار البيت السياسي الشيعي لحيدر العبادي رئيسا للوزراء لم يأتِ من الجهة الإيرانية المعنية بالشأن العراقي تقليديا وبشكل مباشر، فلم تلمح أي وسيلة إعلام رسمية أو شبه رسمية أو قريبة من مراكز صنع القرار، عن ترحيب الحرس الثوري باختيار حيدر العبادي، ولم يحصل أي تسريب عن موقف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، المسؤول المباشر أمام القيادة الإيرانية عن الملف العراقي. كما أن السفارة الإيرانية في بغداد، التي تعمل تحت مظلة الحرس الثوري، لم يصدر عنها أي تعليق مباشر حول الموضوع، على الرغم من كونها ناشطة في مجال ترتيب الأوضاع في العراق.

في الآونة الأخيرة، وحتى قبل اندلاع أزمة الموصل، سربت وسائل إعلام عراقية وعربية وغربية معلومات عن زيارات متكررة يقوم بها الجنرال قاسم سليماني إلى بغداد، من أجل ترتيب الموقف السياسي داخل البيت الشيعي، وتسهيل إعادة تسمية نوري المالكي لولاية ثالثة. كما أن هذه المحاولات استمرت بعد أزمة الموصل، وحاول قائد فيلق القدس تقديم الحل العسكري على الحل السياسي في بداية الأزمة، إلا أن التداعيات السريعة للأزمة وتصلب الموقف العراقي الداخلي بوجه المالكي، والموقفين الإقليمي والأميركي، أوصلا خيارات قاسم سليماني إلى الحائط المسدود، وأجبراه على قبول الحل السياسي لا العسكري، مما فتح الباب واسعا أمام احتمال استبعاد المالكي.

لقد تفهم المختلفون في طهران ضرورة الحل السياسي، واقتنعوا بضرورة التخلي عن نوري المالكي، فزار الأدميرال علي شمخاني ذو التوجهات المعتدلة في 18 يوليو (تموز) بغداد والنجف، واستمع إلى وجهات نظر عديدة، أجمعت على ضرورة تنحي المالكي وتكليف شخص آخر بمهمة تشكيل الحكومة، مما أجبر القيادة الإيرانية على الانصياع لموقف عراقي شيعي شبه إجماعي على ضرورة التغيير، فحاولت قيادة الحرس الثوري التي اقتنعت باستحالة إعادة المالكي فرض مرشح لها، وقدمت مجموعة من الأسماء لم تلقَ قبولا داخليا ولا خارجيا، مع اتفاق واسع على عدم أهلية معظمها، إلى أن وصل الخيار إلى الاسم الذي لم يكن في حساباتهم، حفظا لماء الوجه وتجنبا لانفجار الموقف الشيعي بوجه طهران.

لقد بات من الواضح جدا أن اسم الدكتور حيدر العبادي لم يكن واردا لدى القيادات الإيرانية المعنية بالشأن العراقي، بل كان من ضمن لائحة الأسماء المستبعدة، رغم أنه لا يضمر عداء لطهران، وهو على علاقة جيدة مع المسؤولين فيها، إلا أن الحرس الثوري أصر بداية على فرض شروطه، وحاول عدم الرضوخ للضغوط الخارجية، ومحاولة الخروج منتصرا في هذه المعركة، لما لها من انعكاسات على موقفه الداخلي وتؤثر على موقعه في رسم السياسات الخارجية لإيران. وهنا أدرك علي شمخاني عمق الأزمة الإيرانية، وشجع القيادة الإيرانية على القبول بالعبادي حلا وسط أو دون الوسط بالنسبة لطهران، لعلها تحسن وضعها المتراجع في المعادلة العراقية، وتتجنب الصدام المباشر مع الرأي العام العراقي والعربي والمرجعية الدينية في النجف.

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العبادي وطهران التباس الربح بالخسارة العبادي وطهران التباس الربح بالخسارة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab