لبنان الاستحقاق الرئاسي بين مقابلتين

لبنان... الاستحقاق الرئاسي بين مقابلتين

لبنان... الاستحقاق الرئاسي بين مقابلتين

 العرب اليوم -

لبنان الاستحقاق الرئاسي بين مقابلتين

بقلم:مصطفى فحص

في المقابلة الأولى كان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع دقيقاً، فقد اختار الفراغ على انتخاب مرشح «حارة حريك - باريس» رئيساً للجمهورية، فردّ على معادلة التحدي التي طرحها نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم (فرنجية أو الفراغ)، بمعادلة مضادة تفضل إبقاء الرئاسة الأولى فارغة أفضل من أن يملأ الفراغ بفراغ. أمام معادلة «توازن الفراغ» يفرض جعجع على خصومه معادلة المعارضة المسيحية والوطنية بأن هناك استحالة في انتخاب رئيس ينتمي لمحور الممانعة، حيث قال في مقابلته التلفزيونية الأخيرة: «نُفضل أن تبقى لدينا فرصة لانتخاب رئيس على انتخاب رئيس للممانعة، إن كان اسمه فرنجية أو غيره، يعني تمديداً للأزمة 6 سنوات أخرى».

في هذا اللقاء لم يساوم سمير جعجع ولم يناور، وأبقى الباب مفتوحاً للتسوية، خصوصاً في موقع رئيس الجمهورية الذي يجب أن يكون على مسافة واحدة من الجميع بعد تجربة ست سنوات سابقة جاءت برئيس منحاز لفئة، جرَّ الدولة إلى التموضع في المكان الذي جاء منه، فسقط لبنان إلى قعر جهنم، وهذا ما سوف يتكرر مع فرنجية.
عملياً، لم يعد رفض مرشح (ماكرون - نصر الله - بري) مسيحياً فقط، ولكن الموقف المسيحي يجعله أكثر صعوبة، خصوصاً أن هناك قلقاً لدى المسيحيين من تواطؤ باريس مع «الثنائي الشيعي» لأهداف اقتصادية، الأمر الذي يثير مخاوفهم من أن يستغل الثنائي التحولات الفرنسية ويكرّس عُرفاً في اختياره رئيس الجمهورية الماروني، وهذا ما قد يشجعه مستقبلاً على توسيع استحواذه على مقاعد نيابية مخصصة لهم وعلى تسمية وزرائهم، فلم يعد مستبعداً أن يختار ممثليهم الروحيين، وأن يقوم يوماً ما بتسمية البطريرك الماروني ضمن صفقة مع باريس.
أما المقابلة التلفزيونية الثانية، فكانت للنائب والوزير السابق سليمان فرنجية، كان فرنجية فيها واضحاً وصريحاً، وقالها بالفم الملآن: «أنا من 8 آذار، ميزتي أني أملك ثقة (الأسد ونصر الله)»، ولكن هذه بحد ذاتها كفيلة بخسارته ثقة الداخل والخارج. فرنجية أكد أنه لم يُعطِ ضمانات لأي جهة أو طرف، وأن باريس الراعي الرسمي لترشيحه لم تقدم له دفتر شروط لكي يتعهد به، فمضمون اللقاء ومن أجوبته قطع فرنجية الشك باليقين بأن حكمه سيكون استمراراً للعهد الذي سبقه، مع مُداراة في اللغة وليس في الأفعال، فنكرانه للحديث معه عن الضمانات يكشف خديعة باريس، ويؤكد أن لا إمكانية لحصول الحكومة العتيدة على صلاحيات استثنائية، ورمى موقفه بملعب صلاحيات مجلس النواب، والأخطر على الإصلاحات المطلوبة داخلياً وخارجياً أكد أنه لا حكومة من دون ثلث «ضامن»، أي أنها حكومة معطلة سيتحول رئيسها إلى وزير أول وليس رئيساً لمجلس الوزراء، وهذا يعني تنفيذياً أن الحكومة ستكون خاضعة، وغير قادرة على تلبية المطالب الداخلية والتوصيات الخارجية، أما البُعد الانقلابي في كلامه فهو عندما أكد أن باريس لم تناقش معه موضوع نواف سلام، فهو من جهة أعفى الأخير من تحمل عبء المقايضة الفاشلة التي تُروّج لها باريس مع «الثنائي الشيعي»، ومن جهة أخرى فإن احتمال تكليف سلام تشكيل الحكومة ليس مرتبطاً بانتخاب فرنجية رئيساً، لذلك فإن مَن يحاول إقناع اللبنانيين بخديعة المقايضة وبالضمانات والتعهدات مع هذا المحور مصاب بقصر الذاكرة، فقد أكدت التجارب السابقة حدود الثقة بهذا المحور حتى لو أصبحت باريس أحد أركانه، وأن أي حكومة مصيرها شبيه بمصير حكومات سعد الحريري الذي لُدغ من جحرهم مرتين.
وعليه، فإن المستغرب والمستهجن من أداء باريس أنها تصر على تسليم لبنان إلى ما يسمى «محور الممانعة»، على الرغم من الرفض الشعبي لسياستها (موقف انتفاضة تشرين)... والسياسي (أحزاب المعارضة وقوى التغيير)، خصوصاً أن نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة لم تعطِ الغلبة لأي طرف أو محور، إلا أن باريس تخوض معركة إلى جانب الثنائي من أجل إعطائه الحصة الأكبر في الرئاستين (الجمهورية والحكومة) تضاف إلى احتكاره منصب رئيس مجلس النواب، وبعبارة أخرى احتكاره للدولة والمؤسسات لست سنوات أخرى عجاف.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الاستحقاق الرئاسي بين مقابلتين لبنان الاستحقاق الرئاسي بين مقابلتين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab