أدب «السيسي» ونواياه الطيبة

أدب «السيسي».. ونواياه الطيبة

أدب «السيسي».. ونواياه الطيبة

 العرب اليوم -

أدب «السيسي» ونواياه الطيبة

محمود مسلم

على قدر انبهارى واعتزازى بمشاهدة مناورة القوات الجوية التى تعكس تسلح الجيش بالعلم والتدريب واليقظة، إلا أن كلمة المشير عبدالفتاح السيسى أثارت لدىّ علامات استفهام حول استمرار سياساته المثالية وأدبه وحسن نواياه ورهانه على أخلاقيات الناس، فى مرحلة خطيرة تحتاج قرارات حاسمة؛ فلقد طالب الرئيس المسئولين الذين يشعرون بعدم القدرة على العطاء بالانسحاب، رغم أن الرئاسة أصدرت تصريحاً مستفزاً منذ أسبوع باستمرار الحكومة لحين الانتخابات البرلمانية، ويعلم الجميع أن مصر لم تشهد تقدم مسئول باستقالته منذ نهاية السبعينات حتى ثورة يناير، ومن فعلوا ذلك بعد «يناير» إما خافوا من المسئولية أو بحثوا عن شو إعلامى أو شعبية زائفة.. وبالتالى فإن الرهان يجب أن يكون على قرار الرئيس وصلاحياته وفقاً للدستور والقانون بالتغيير دون بطء أو انتظار لمواقف أخلاقية لن تأتى.

يطالب الرئيس الشباب بمتابعة المدارس، وهى دعوة غير واقعية وتحتاج إلى إطار وآليات خاصة مع ضعف مشاركة الشباب فى الدور الاجتماعى، كما أنه لا يمكن غياب مسئولية الدولة فى مثل هذه الأمور الخطيرة والمطلوب هو تقوية المؤسسات ثم يبدأ الحديث عن النوايا الطيبة والدور الاجتماعى والخدمة العامة، خاصة أن الجميع يعلم ما آلت إليه من ترهل وفساد وسيولة، وليكن مبدأ الثواب والعقاب مع العدل والمساواة هو الأهم بدلاً من «حالة التململ والفراغ»، كما يصفها الكاتب عبدالله السناوى، التى تسيطر على المشهد الحالى.. وأصبح هناك انطباع أن الأمور تسير ببطء شديد خاصة قرارات التغيير، وحركة المحافظين خير شاهد، كما أن هناك ملفات كثيرة تحتاج إلى قرارات وسياسات أكثر من النصح والإرشاد، مثل الخطاب الدينى والإصلاح الإدارى ومنظومة الإعلام ومواجهة الفساد، وقضايا الأمن والصحة والتعليم والزراعة وغيرها، خاصة أن الرئيس يدرك المشكلات والتحديات وهو من قال «إن الأمور لا تصلح أن تسير تاتا.. تاتا».

إذا كان الرئيس يناشد المصريين الأدب والمثالية وحسن النوايا، فماذا سيفعل مع تجاوزات حماس وقطر وتركيا؟ وماذا عن الموقف مع أعضاء عصابة الإخوان الإرهابية الخائنة؟ فهل سيراهن على أخلاقهم وضمائرهم الوطنية؟ وهل يتبع ذات التوجه مع الإخوان الذين يعبثون فى مؤسسات الدولة أو المقربين الذين ينفذون أجندتهم مثل المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات؟ مع العلم أن الإخوان وأصدقاءهم لم يعرفوا ثقافة الاستقالة على مدى تاريخهم، بل يستغلون أى مساحة فى السلطة لتحقيق أغراضهم.

مصر فى حاجة إلى جهود ضخمة فى مجالات عدة، وإذا كان جهد الرئيس يتركز الآن فى المشروعات القومية والاستراتيجية، فإن هناك تفاصيل حياتية يومية، إما أن يفوض الرئيس من يتفاعل معها بجداره أو يتعامل معها بنفسه، خاصة أن البلد فى حاجة إلى قرارات حاسمة وليس إلى زعيم روحى الآن، فبناء المؤسسات يحتاج إلى من يتسمون بالشجاعة والكفاءة، وعلى الرئيس أن يبذل جهداً فى البحث عن هؤلاء وتحميلهم المسئولية بدلاً من الرهان على الضمائر والأخلاق، خاصة أن الوقت ليس فى صالحه والتحديات خطيرة، وإذا كان الرجل باعتراف الجميع ملخصاً ومهموماً ووطنياً، فإن التحديات الحالية تحتاج الآلاف مثله.

■ ■ يبهر الرئيس كل من يتعامل معه بأدبه وخلقه ونواياه الطيبة، ويحرص دائماً على استمرار الاصطفاف الشعبى فى مواجهة المخاطر، ويراهن دائماً على تغيير ثقافة الشعب بالمشاركة فى المسئولية، وهذا الأمر يحتاج إلى وقت طويل فى مرحلة صعبة تحتاج إلى تحديد المسئولية والثواب والعقاب، لأن «السيسى» كان وما زال هو الأمل الأخير فى إنقاذ مصر!!

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أدب «السيسي» ونواياه الطيبة أدب «السيسي» ونواياه الطيبة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab