«كافافيس»ومواجهة الإرهاب

«كافافيس»..ومواجهة الإرهاب

«كافافيس»..ومواجهة الإرهاب

 العرب اليوم -

«كافافيس»ومواجهة الإرهاب

د. وحيد عبدالمجيد

كثبرة هى الأخطار المترتبة على انتشار الارهاب, وخاصة حين يصبح ظاهرة عالمية. لكن أحد أكبر هذه الأخطار هو أن ينجح الارهاب فى شل العقل وإضعاف قدرته على تحديد كيفية مواجهته. وهذا هو ما نجح الارهاب فى تحقيقه فى فرنسا اثر ضربته المدوية فى باريس أمس الأول. تصرفت الحكومة الفرنسية بطريقة لا تختلف عن تلك التي تنتهجها الحكومات فى منطقتنا, رغم أنها تملك امكانات أكثر تقدما فى مجال التخطيط الاستراتيجى وتقاليد أكثر عراقة فى عملية صنع القرار. ولذلك كان مفترضا أن تكون الحكومة الفرنسية أكثر ادراكا لأهداف الارهاب التى تشمل دفع الحكومات الى اتخاذ اجراءت استثنائية تؤثر سلبيا على الحالة العامة للمجتمع واقتصاده.

فالسياسة الرشيدة فى مواجهة الارهاب هى تلك التى تمثل نقيضاً لما يهدف اليه ويسعى إلى فرضه. وفى التجربة البشرية خلال القرنين الأخيرين دروس ثمينة يفيد أحدها أن تعطيل أى من مقومات الحياة من أجل مواجهة خطر ما هو أخطر ما يترتب على هذا الخطر. فقد تُلحق دولة بنفسها من الأذى ما لا يستطيع أى خطر أن يهددها بمثله.

ومن أخطر أنواع هذا الأذى تعطيل أو تقييد ما تحتاجه الدولة والمجتمع لتحقيق النجاح والتقدم اللذين يزيدان المناعة فى مواجهة أى خطر يهددهما.

ولأن هذا درس مستمد من التجربة الإنسانية فى مجملها، فقد تناوله الأدب العالمى بطرق متنوعة. ومن المعالجات المبكرة لهذا الدرس الذى نهديه الى الحكومة الفرنسية اليوم قصيدة الشاعر اليونانى الأصل كافافيس الذى عاش فى الإسكندرية عندما كانت شديدة الثراء بتنوعها.

كانت قصيدة كافافيس «فى انتظار البرابرة» والتى ترجمها د.نعيم عطية، تعبيراً بشكل ما عن هذا الدرس. فقد تناول فيها تعطل بعض أوجه الحياة فى أحد البلاد بسبب اعتقاد فى أن «برابرة» قادمون. وأبدع فى تصوير سلبيات التعامل الخاطئ مع هؤلاء «البرابرة» الذين جعلهم رمزاً للخطر بوجه عام. فكان الناس فى حالة انتظار وقلق مصحوبين بتعبئة شاملة عطلت أهم ما ينبغى أن يعمله هؤلاء المنتظرون.

وعندما جاء الليل دون أن يظهر «البرابرة» أثير سؤال طرحه كافافيس على هذا النحو: إذن ماذا سنفعل بلا برابرة؟ ويجيب بشكل غير مباشر بما يفيد أن التعطيل والارتباك اللذين حدثا يُعظمان أى خطر, ويقللان القدرة على مواجهته.

arabstoday

GMT 13:39 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 13:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 13:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 13:31 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 13:28 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 13:26 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 13:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 13:23 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كافافيس»ومواجهة الإرهاب «كافافيس»ومواجهة الإرهاب



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab