بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
أن يكون المؤتمر العام للصحفيين, الذى سيُفتتح مساء السبت المقبل, هو السادس فى تاريخهم، فهذا قليلُ قياسًا على تاريخهم الحافل بنضال وطنى وحقوقى حتى قبل تأسيس نقابتهم عام 1941. ولهذا يؤمل أن يكون بدايةً لانتظام مؤتمرات الصحفيين كل أربع سنوات على الأكثر. فقد مضت 23 سنة بعد تأسيس النقابة قبل أن يُعقد المؤتمر الأول 1965, ثم 27 عامًا حتى عُقد المؤتمر الثانى 1991. وبرغم أن انعقاد المؤتمر الثالث بعد 4 سنوات فى 1995 حمل أملاً فى أن تصبح هذه هى القاعدة، فقد مضت ثمانى سنوات حتى المؤتمر الرابع 2004، ثم 13 عامًا حتى المؤتمر الخامس فى 2016، وثمانية أعوام حتى المؤتمر السادس المنتظر مطلع الأسبوع المقبل. فانتظام المؤتمرات يتيح فرصًا أفضل لتحقيق تراكم، بحيث يبدأ كل مؤتمرٍ من حيث انتهى سابقه. وعندما عُقد المؤتمر الأول فى عهد النقيب المؤسس حافظ محمود كانت وراءه تجارب وخبرات طويلة سبقت إنشاء النقابة بشأن قضايا الصحفيين الأساسية التى كان تحرير الوطن من الاحتلال والصحافة من القيود فى مقدمتها. ودفع صحفيون دخلوا التاريخ ثمن نضالهم فى العصر الملكى، الذى شهد نشأة الصحافة المصرية. ونذكر فى هذه المناسبة بإجلال وتقدير روادًا دفعوا أثمان سعيهم إلى انتزاع حق النقد الذى كان مقيداً باعتبار الذات الملكية مصونةً لا تُمس، بدءًا من د. محمود عزمى الذى برأته محكمة النقض بعد أن عوقب بالحبس ستة أشهر. وتبعه كُتاَّب كبار مثل عباس العقاد الذى حُبس تسعة أشهر فى 1930، ومعه مالك جريدة المؤيد الجديد فهمى الخضرى. ومنهم أيضًا محمد عبدالقادر حمزة الذى عوقب فى 1942 بالحبس سنة، ومعه رئيس تحرير جريدة البلاغ إسماعيل عبدالمولى. ولم يقل نضال الصحفيين المصريين الوطنى من أجل استقلال مصر وسيادتها عن كفاحهم الديمقراطى. ولهذا، ولأن المؤتمر السادس يُعقد فى ظل عدوان صهيونى إبادى، فقد اتُفق على تسميته «دورة فلسطين» وتخصيص بعض فقرات يوم الافتتاح لإعادة تأكيد التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين، واستذكار شهدائهم الأبرار الذين قضوا نحبهم وهم يؤدون واجبهم المهنى.