علام يحافظون

علام يحافظون؟

علام يحافظون؟

 العرب اليوم -

علام يحافظون

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

كثيرة هي الأخطار التي تهدد أي مجتمع إنساني. ولكن أخطرها هي تلك التي تؤدي إلي تجمده أو إعادته إلي الوراء بدعوي المحافظة عليه. فلم يتعرض أي مجتمع في العصر الحديث لخطر أكبر من ذلك الذي يترتب علي ادعاء بعض جماعاته أو أفراده أو مؤسساته المسئولية عنه، وممارسة وصاية عليه بدعاوي تدور كلها حول كلمة المحافظة. فإذا لم تكن وصايتهم للمحافظة علي الثوابت، تكون متعلقة بالأخلاق، أو بالعقيدة، أو بالقيم، أو العادات، أو النظام العام.

ليس مفهوماً مثلاً من الذي فوَّض أولئك الذين يدعون المحافظة علي المجتمع لأداء هذا الدور؟ وليس معروفاً كذلك ما الذي يريدون المحافظة عليه بدقة لأن كل ما يدعون أنهم يحافظون عليه يفتقر إلي التحديد والوضوح، فضلاً عن أنه يتسم بالتعدد والتنوع في أي وضع طبيعي. فعلي سبيل المثال ليس هناك نموذج أخلاقي واحد، أو سلوك أخلاقي مثالي لا ثاني له، في مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية، وفي مختلف أنحاء أي مجتمع.

ويغفل من يزعمون المحافظة علي العقيدة، أو يتغافلون عن أن في كل مجتمع عقائد متعددة، سواء دينية أو غيرها، فضلا عن أن داخل كل عقيدة مذاهب ومدارس مختلفة. فما الذي يُراد المحافظة عليه منها، وممن أو من أي شئ علي وجه التحديد؟

أما حين يتعلق الأمر بالمحافظة علي ثوابت أو نظام عام وما إلي ذلك من كلمات وعبارات مطاطة يستحيل الاتفاق علي محتواها، تصبح علامة الاستفهام أكبر.

وإذا كان صعباً أن نعرف ما الذي يريدونه الأوصياء علي مجتمعنا للمحافظة عليه، فمن السهل معرفة أن هذه الوصاية لم تُفرض في مجتمع إلا أخرته بعد أن حرمته من القدرات الإبداعية في البحث العلمي والفكر والأدب والفن.

فلم يتقدم مجتمع حورب فيه الإبداع والابتكار والتجديد، وعُطل فيه العقل، وفُرض علي أبنائه أن يعيشوا خائفين ممن نصَّبوا أنفسهم أوصياء عليه وادعوا أنهم يحافظون عليه، بينما هم في الحقيقة لا يحافظون إلا علي مصالح يخافون أن يجرفها التطور الطبيعي لهذا المجتمع حين يأخذ طريقه إلي التقدم.

arabstoday

GMT 14:23 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

مواجهة الإرهاب.. حصاد 18 عاماً

GMT 14:21 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

إسرائيل بعد الانتخابات.. فيم ستختلف؟

GMT 07:46 2019 السبت ,31 آب / أغسطس

هل تُزهر الأشجار في السودان؟

GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علام يحافظون علام يحافظون



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab