الفخر الزائف

الفخر الزائف

الفخر الزائف

 العرب اليوم -

الفخر الزائف

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يُذَّكرنا مسلسل “حريم السلطان”، الذى حققت نسخته المدبلجة معدلات مشاهدة قياسية فى العالم العربى، بجانب مهم من التاريخ العثمانى، رغم تركيزه على صراعات حريم القصر ومكائدهن.

وتفيد استعادة ذلك التاريخ فى تأمل كيف يتحول صعود صاروخى، أو ما يبدو أنه كذلك، انحداراً مطرداً نحو هاوية سحيقة أخذت فى حالة الدولة العثمانية صورة الهزيمة وسقوط السلطنة أو الخلافة وتفككها، ثم دخول مركزها “تركيا” فى أزمة ممتدة مثلها مثل بعض المناطق التى سيطرت عليها تلك الدولة، بخلاف مناطق أخرى خضعت لهيمنتها أيضاً. فقد حققت الدولة العثمانية انتصارات عسكرية كبيرة، وتوسعت فى القارات الثلاث القديمة. ورغم أن مسلسل “حريم السلطان” ينطوى على نقد ضمنى فى الإطار الدرامى لأنماط العلاقات فى قصر السلطان وآثارها على الدولة، لم يخف صانعوه فخرهم بفتوحاتها التى جعلتها القوة الأولى فى العالم ذات يوم. ولم ينتبهوا إلى أنه فخر زائف لأن الفتوحات أخفت هشاشة فى البناء الداخلى أدت الى تصدعه.

فلم تكن أنماط العلاقات فى القصر إلا أحد الاختلالات التى جعلت تلك الدولة هشة وعاجزة عن التطور ومواكبة المستجدات التى كانت تحدث فى مناطق سيطرت عليها، مثل الإمارات الإيطالية.

وفى الوقت الذى ظل الاقتصاد العثمانى راكداً متخلفاً معتمداً على الجباية، كانت تلك الإمارات تحقق فتحاً أهم من كل فتوحات السلاطين، حيث أرست أسس الانتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية بديناميكيتها وانفتاحها ورحابتها. وكان التجار الإيطاليون الذين أظهرهم المسلسل فى صورة من يتوسلون إلى السلطان وأمرائه ليسمحوا لهم بالإبحار فى المتوسط قد بدأوا فى استثمار أموالهم فى الزراعة السلعية وتطوير الحرف التقليدية، وبالتالى وضع الأسس التى قامت عليها الصناعة بعد ذلك انطلاقاً من بريطانيا.

وفى تلك المرحلة تحديداً بدأ الافتراق التاريخى بين نمطين من العقل. أحدهما مازال مستمراً فى منطقتنا وحائلاً دون خروجها من تخلفها التاريخى. أما الثانى الذى انتشر من أوروبا إلى بعض مناطق العالم فهو العقل العلمى النقدى المنهجى المنفتح.

وأحد الفروق بينهما أن العقل السائد لدينا لا يعنى فى الغالب إلا بأمور تبدو فى ظاهرها كبيرة، ولا يُميَّز بين الزيف والحقيقة، فيفخر بما هو زائف، ولا يدرك ما هو حقيقى فى كثير من الأحيان.

arabstoday

GMT 14:23 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

مواجهة الإرهاب.. حصاد 18 عاماً

GMT 14:21 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

إسرائيل بعد الانتخابات.. فيم ستختلف؟

GMT 07:46 2019 السبت ,31 آب / أغسطس

هل تُزهر الأشجار في السودان؟

GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفخر الزائف الفخر الزائف



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab