أن تكون مُقاومًا

أن تكون مُقاومًا

أن تكون مُقاومًا

 العرب اليوم -

أن تكون مُقاومًا

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

 مضى زمن كانت حركات التحرر الوطنى التى قاومت الاستعمار الغربى منتشرة فى كثير من أنحاء إفريقيا وآسيا. واجهها المستعمرون بشراسة هى من طبائعهم. ولكن كان لتلك الشراسة حدود لا تستطيع تجاوزها فى زمن كان فيه حضور للقانون الدولى، ودور للتنظيم الأممى، وكلمة للقضاء العالمى. لم تكن هذه الكلمة مسموعة فى كل الأحوال. ولكن كان لها أثرها. لم يكن دور التنظيم الأممى فاعلا بشكل كامل، ولكنه كان قادرًا على الإسهام فى دعم حركات المقاومة الوطنية. وهذا دور لا يُنسى، خاصةً فى المرحلة التى اسمتها الأمم المتحدة تصفية الاستعمار.

لم تلحق المقاومة الفلسطينية تلك الفترة. الارتباك الفلسطينى-العربى الشديد الذى حدث فى حرب 1948 استمر بعدها. وإصرار الحكومات العربية فى الخمسينيات على أن تكون قضية فلسطين بين يديها، لأهداف اختلفت من حكومة إلى أخرى، أدى إلى تأخر تأسيس حركة مقاومة وطنية حتى مطلع 1965. كما أن من أسسوها تلكأوا كثيرًا، ولم يدركوا أن زمن تصفية الاستعمار يمكن أن يمضى ويتركهم، وأن مهمتهم ومن يأتى بعدهم ستكون أصعب مما واجه مختلف حركات المقاومة.

وهذا ما حدث فعلاً، مضافًا إليه أن العلاقة بين الكيان الإسرائيلى والغرب الاستعمارى جعلت مهمة المقاومة الفلسطينية هى الأصعب فى تاريخ حركات التحرر. وتبلغ صعوبتها أعلى ذروة فى وقتنا الراهن مع انتقال هذه العلاقة من الدعم إلى المشاركة الكاملة، سواء فى محاولة إبادة قطاع غزة بكل من وما فيه، أو فى ابتكار أساليب جديدة للسيطرة عليه.

فما أصعب أن تكون مقاوِمًا فى هذا الزمن، وما أشق مهَمتك حين لا يكون أمامك خيار إلا مواصلة المقاومة فى غياب أى فرصة لحلٍ يضمن الحد الأدنى من حقوقك. وتزداد مهمتك صعوبة حين يهاجمك من يفترض أن يكون صديقًا، ويطلب منك أن تنحو الى سلام متوهم لا وجود له إلا فى خيال من يدعونك إليه. صحيح أن ثمن مقاومتك فادح ولا سابق له فى تاريخ التحرر الوطنى، ولكن لا طريق آخر أمامك. ففى هذا الزمن إما أن تكون مقاوِمًا مرفوعَ الرأس أو مستسلمًا خانعًا ذليلا.

arabstoday

GMT 18:01 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

تفجيرات حافلات تل أبيب.. فتش عن المستفيد!

GMT 18:00 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

غروب الإمبراطورية الأمريكية!

GMT 17:59 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

8 دروس فى قمة الأهلى والزمالك

GMT 07:31 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

جيمس قبل ترمب

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 07:26 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

أكاذيب

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أن تكون مُقاومًا أن تكون مُقاومًا



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 05:50 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

حقائق غامضة

GMT 18:20 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

إنستجرام يضيف ميزات جديدة للرسائل المباشرة

GMT 09:50 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

أنغام تتألق في حفل تكريم عبدالله الرويشد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab