متجمدون  لا يتغيرون

متجمدون .. لا يتغيرون

متجمدون .. لا يتغيرون

 العرب اليوم -

متجمدون  لا يتغيرون

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

رغم أن الجمود سنة سائدة في حياتنا السياسية والاجتماعية بوجه عام، قلما نجد ما يضاهي جمود جماعة «الإخوان المسلمين» عقلياً وفكرياً علي مدي أكثر من ستة عقود. ورغم الخلاف المعروف علي مدي سلامة فكرة أن التاريخ قد يعيد إنتاج نفسه، ولكن في صورة مأساة أو مهزلة، يؤدي جمود «الإخوان» المفرط إلي تأكيدها، ولكن في صورة مأساوية وهزلية في آن معاً. قبل أيام أصدر الجناح المنشق علي قيادة الجماعة وثيقة تضمنت ما يفيد إجراء مراجعات واسعة ستُعلن تفاصيلها قريباً. وأول ما يتبادر إلي الذهن حين يسمع المرء عن مراجعات أن من يراجعون أنفسهم يستوعبون دروس أخطائهم، لكي لا يكرروا خطاياهم. ولكن الوثيقة المشار إليها لم تُبَّشر بذلك، ولم تتضمن ما يدل علي أن المراجعات ستؤدي إلي إنهاء جمود طال أمده. فقد حملت الوثيقة، بين ما حملته، معني الاتجاه إلي ترسيخ الممارسات العنيفة التي انخرط فيها بعض المنتمين إلي الجناح المنشق، من خلال رفض فكرة أن «قوة الجماعة في سلميتها» وتبني مفهوم يجعل السلاح من مقومات القوة. وعندما أصدرت القيادة القديمة للجماعة بياناً لتوضيح أنها تعترض علي هذا المفهوم، بدا أن «الإخوان» يعيدون إنتاج الانقسام الذي حدث في خمسينيات القرن الماضي، ولكن بطريقة أكثر هزلية بينما هم في أوضاع أكثر مأساوية. ورغم أن قيادة الجماعة هي التي أخذتها إلي صدام نتجت عنه ضربة قاصمة في الحالتين فقد اختلف موقعها في كل منهما. كانت قيادة الجماعة في الخمسينيات بقيادة حسن الهضيبي هي الأكثر تشدداً ضد سلطة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بعد انقضاء شهر العسل القصير بينهما.

وكان معارضوها يدعون إلي استمرار التعاون مع السلطة، ورغم أن انقسام الخمسينيات لم يؤد إلي انشقاق نهائي، بخلاف ما يحدث الآن، فقد أحدث تحولات غير منطقية كان أبرزها تحول المتشددين إلي معتدلين، والعكس، عندما تبني سيد قطب موقف تكفير المجتمع. ولذلك ربما تحمل الفترة المقبلة تحولات غير متوقعة في مشهد «الإخوان» الراهن, وقد تكون تداعياتها عليهم أكثر مأساوية لأن حدة الجمود تحول دون استخلاص أي دروس من تجارب الماضي.

المصدر : صحيفة الاهرام

arabstoday

GMT 14:23 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

مواجهة الإرهاب.. حصاد 18 عاماً

GMT 14:21 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

إسرائيل بعد الانتخابات.. فيم ستختلف؟

GMT 07:46 2019 السبت ,31 آب / أغسطس

هل تُزهر الأشجار في السودان؟

GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متجمدون  لا يتغيرون متجمدون  لا يتغيرون



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab