السرطان  أم السم

السرطان .. أم السم؟

السرطان .. أم السم؟

 العرب اليوم -

السرطان  أم السم

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

بلغت الإثارة ذروتها فى قصة وفاة الشاعر الشيلى العالمى الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1971 بابلونيرودا. أعلن الخبراء الدوليون، الذين استعان بهم القضاء فى شيلى لحسم سبب وفاته، أنهم باتوا متأكدين من أنه لم يمت نتيجة سرطان البروستاتا، بخلاف ما ورد فى وثيقة الوفاة الرسمية عام 1973.

كان نيرودا أحد أشهر شعراء العالم فى عصره. أبدع شعرا جميلا على غير عادة الشعراء الملتزمين أيديولوجيا وحزبيا. فقد اعتنق الماركسية، وآمن بها، وانضم إلى حزب شيوعي. ولكن شعره لم يتأثر كلياً بالأسر الذى يقع فيه الشاعر الملتزم حزبيا وأيديولوجيا. ورغم ذلك كان مُلهما للتيارات اليسارية فى غير قليل من البلدان، ومنها مصر التى مازالت ذاكرة الفن فيها تحفظ أغنية مؤثرة كتبها الشاعر الكبير سمير عبد الباقي، وغناها الفنان المبدع الراحل عدلى فخري. خاطبت الأغنية نيرودا: (صوتك فوق موج البحور لقلوبنا سارى .. زى ابتسامة الطفل فى القلب اليساري).

ساند نيرودا بالطبع التحول الذى أحدثه الرئيس سلفادور الليندى نحو الاشتراكية بعد فوزه فى الانتخابات، إلى أن حدث الانقلاب الذى دعمته المخابرات المركزية الأمريكية فى سبتمبر 1973. وكان نيرودا مريضا فى المستشفي، وتوفى بعد 12 يوما على ذلك الانقلاب، وأُعلن أنه مات بسبب تفاقم إصابته بالسرطان.

ولذلك ظلت هناك شكوك فى سبب وفاته، وخصوصا بعد أن أعلن سائقه أنه حُقن فى بطنه حين كان نائما فى اليوم الذى توفى فيه. وقرر القضاء قبل أربع سنوات استخراج رفاته وإجراء اختبارات طبية عليها للتأكد من سبب وفاته. ودعمت الفحوص الأولية الاعتقاد فى أنه قُتل بمادة سامة، وأن إصابته بالسرطان لم تكن قد بلغت المدى الذى يؤدى إلى الوفاة. وتحول هذا الاعتقاد إلى يقين قبل أيام، إذ أعلن الطبيب أوريليو لونا باسم فريق الخبراء المكلفين بتحديد سبب وفاته أنهم صاروا متأكدين أنه لم يمت نتيجة إصابته بالسرطان، وأن الاختبارات التى أجروها أسفرت عن اكتشاف نوع غامض من البكتيريا العنقودية يعتقدون أنه حُقن بها وأدت إلى تسميم جسده.

ويبدو، على هذا النحو، أن الغموض الذى ظل محيطا بوفاة نيرودا لأكثر من أربعة عقود سينجلى فى وقت قريب، بعد أن بدا أن الحقيقة دُفنت معه.

arabstoday

GMT 14:23 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

مواجهة الإرهاب.. حصاد 18 عاماً

GMT 14:21 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

إسرائيل بعد الانتخابات.. فيم ستختلف؟

GMT 07:46 2019 السبت ,31 آب / أغسطس

هل تُزهر الأشجار في السودان؟

GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السرطان  أم السم السرطان  أم السم



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab