صلاح منتصر
منذ أسابيع وأنا أنتظر هذا اليوم الذى أبلغك فيه أننى سأقوم بإجازة لمدة أسبوع كامل وهى فترة خارجة على التقاليد التى وضعها الراحل العظيم أنيس منصور الذى خلفته فى هذا المكان الذى وضع له قاعدة عدم الغياب وهى قدرات خاصة لا أستطيع مجاراته فيها.
ومن قبل عندما كنت فى مكان عمود الصديق الأستاذ أسامه الغزالى كان من السهل ـ كما يفعل أسامة ـ التزويغ فى أى وقت دون أن ألفت الأنظار. وربما لهذا تعودت فى الندوات والاجتماعات الهروب من الصف الأول والجلوس فى الصفوف الخلفية حتى أستطيع الاختفاء بهدوء، بينما الصف الأول يفرض على صاحبه قيودا أقلها أنه يلفت الأنظار إذا تحرك وقام واعتبر انصرافه رأيا فيما يسمعه !
وليس سرا أننى لأسباب خاصة سافرت مضطرا الى أمريكا فى رحلة أمضيت فيها ستة أسابيع ابتعدت فيها بحساب الجغرافيا عن مصر ، لكن بفضل ثورة الاتصالات كنت أتابع أخبار الوطن يوما بيوم وبطريقة مرهقة سواء من خلال الصحف أو برامج التليفزيون مع اختلاف مواعيدها غرب أمريكا عن مصر، مما كانت نتيجته أننى لم أغب يوما واحدا عن مكانى .
وبسبب فرق الساعات العشر فى التوقيت بين غرب أمريكا ومصر فقد قاسيت نحو ثلاثة أسابيع قبل أن أتعود على التوقيت الجديد الذى أصبحت معتادا عليه ، ولكن مع عودتى اليوم إلى مصر أبدأ فى الدخول فى دوامة جديدة من اللخبطة سواء فى مواعيد النوم أو الصحيان وهو ما يحتاج منى الى فترة انتقال أعبر فيها هذه الدوامة بالأقراص المنومة والمنبهة والنوم نهارا والسهر ليلا حتى أستطيع السيطرة على مواعيد نومى وأفكارى.
الصديق العزيز الأستاذ عبد الهادى علام رئيس التحرير : آثرت أن أكتب اليك هذا الخطاب المفتوح عن الإجازة التى أطلبها لمعرفتى من سوابق أنك بدبلوماسيتك وكياستك تستطيع أن تؤثر على وتجعل الإجازة ثلاثة أيام فقط ، وخوفا من حدوث ذلك اختصرت الطريق وجعلت القارئ شاهدا .
الصديق الأستاذ رئيس التحرير.. عزيزى القارئ ، نلتقى بعد أسبوع بإذن الله.