بقلم - صلاح منتصر
لم يحدث أن واجه رئيس أمريكى من بين 45 رئيسا حكموا أمريكا مايواجهه دونالد ترامب قبل أن يكمل عامه الأول رئيسا، بسبب الكتاب الذى أصدره الكاتب الأمريكى «مايكل وولف» والذى جمع فيه شهادات الذين عاصروا ترامب خارج وداخل البيت الأبيض وعلى رأسهم «ستيف بانون» الذى طرده ترامب من منصبه بعد أقل من ثلاثة أشهر من توليه عمله كبيرا لمستشارى الرئيس للشئون الإستراتيجية .
ولم يكن ستيف أول من طرده ترامب ، بل أصبحت عادة لترامب طرد عدد كبير من مساعديه . ولأن كلمة «طرد» بالإنجليزية تعنى fire ففى رأيى أن المؤلف وضع عنوان الكتاب Fire and Fury فى إشارة للمطرودين وغضبهم، لكن الشائع ترجمة الكتاب «النار والغضب» .
ينشر الكتاب الغسيل القذر لترامب، سواء فى اتصالات أجرتها موسكو لمساعدته فى حملته الانتخابية ضد هيلارى كلينتون ، أو فى آراء الذين عملوا معه وأكدوا أنه «أحمق وغبى لايقرأ ولايسمع وقراراته يتخذها بناء على آخر شخص تحدث معه».
لكن الأسوأ ماتناوله الكتاب بصراحة عن تصرفات ترامب اللاأخلاقية التى تجعل أى أمريكى يسأل نفسه كيف يمكن أن يكون رجلا بهذه الأخلاق رئيسى ورئيس أكبر دولة فى العالم ؟
يتهم «مايكل وولف» ترامب ( 72 سنة ) بأنه يتفاخر بأنه يتعامل مع النساء بطريقة غير لائقة، وأنه يمارس العلاقات الأثيمة مع زوجات أصدقائه ! وقد تعود أن يستدعى صديقا لجلسة ودية يسأله فيهاعن طبيعة علاقته بزوجته ويقول له إنه سيعرفه على نساء أجمل كثيرا من زوجته (!) وفى الوقت الذى يتعمق فيه الاثنان فى الحديث فى هذه الموضوعات، يكون ترامب قد جهز لزوجة صديقه مكانا يمكنها فيه سماع الحوار الدائر بين ترامب وزوجها، والذى غالبا ماينتهى بتمكن ترامب من ابتزازها وإقامة علاقة معها !
وهى اتهامات تمس بالتأكيد شرط «حسن السير والسمعه» الذى يجب أن يتصف به أى شخص فى منصب مدير إدارة، فمابالنا إذا كان هذا الشخص هو رئيس جمهورية أكبر دولة فى العالم ؟!