بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
يوم الجمعة الماضى، وبدعوة وتشجيع من ابنتى العزيزتين، خرجنا منذ الصباح الباكر، فى «رحلة» أو«فسحة»، فى يوم الإجازة..! ذكرتنى برحلاتنا الأسرية التى كنا نقضيها- نحن أبناء الطبقة الوسطى من أهل القاهرة- فى حديقة الحيوان، أو حدائق القناطر الخيرية...إلخ. غير أن «الرحلة» هذه المرة كانت إلى «الإسماعيلية» عقب مشوار استغرق ساعة ونصف الساعة من «التجمع الخامس». وصلنا إلى منطقة تطل على قناة السويس وبحيرة التمساح، حيث قابلنا منظم تلك «الرحلة» عبدالحكيم، الذى ينادونه بـ«حكيم»... شاب فى بداية الثلاثينيات..، حاصل على مؤهل متوسط، ولكن تفكيره وطموحه كان أبعد بكثير من أن يجلس على مكتب فى وظيفة ما، ولكنه بادر..، بالبدء فى تنظيم رحلات سياحية داخلية «ريفية» يروج لها على الإنترنت خاصة «الواتس آب»! فكانت رحلتنا إلى منطقة مزارع «جبل مريم» بمنطقة التعاونات، المطلة على بحيرة التمساح، لنجلس فى جو ريفى مصرى أصيل، يتولى العمل فيه، بوجوه مرحبة صافية الفلاحات والفلاحون من أبناء المنطقة وانطلق الجميع، خاصة الأطفال، ليجمعوا بأناملهم الصغيرة محصول «الفراولة» الطازجة والرائعة، التى نضجت على الأرض. وتجمع رواد المكان، فى حلقات الغناء والرقص والمرح المصرى الأصيل. أما الطعام..، فكان من الفطير «المشلتت» (الذى أسميه «الميلفى» المصرى!، بطبقاته المتعددة التى يتخللها السمن البلدى، الذى تعده بمهارة شديدة فلاحات المنطقة) واللبن الطازج المحلوب مباشرة من البقرة! قال لى حكيم إنه درج على تنظيم هذا النوع من رحلات اليوم الواحد الريفية، وأن هناك مناطق أخرى مماثلة يعمل فيها مثل منطقة «برلس والشخلوبة» فى كفر الشيخ، وكذلك منطقة جزيرة الكراتين، أو جزيرة الورد فى منشأة القناطر بالجيزة.
قال لى حكيم إنه يتمنى أن تنظم وزارة السياحة هذا النوع من السياحة الريفية، وأن تسهل حصوله على التراخيص التى تسهل عمله وعمل من يعملون فى هذا النوع الجديد والواعد للغاية من «السياحة الريفية». هذا نداء منى لوزارة السياحة ووزيرها الهمام السيد شريف فتحى!