هيكل وبطرس

هيكل وبطرس

هيكل وبطرس

 العرب اليوم -

هيكل وبطرس

مكرم محمد أحمد

كلاهما كان شديد التانق شديد الاعتداد بالنفس، صاحب مدرسة تضم اعدادا كثيرة من التلاميذ والمريدين، جمعهما الاهرام فترة طويلة من الزمن، وتحمل كل منهما في موقعه جانبا من مسئولية صنع تاريخ هذا الوطن وترك كل منهما بصمة عميقة يصعب ان يمحوها الزمان، وتجاوز تأثيرهما محيطهما الوطني والاقليمي إلي العالمية..، وبرغم اختلاف المنابع والمشارب وظروف النشأة والارتقاء،التقي الاثنان علي محبة هذا الوطن والحرص علي مصالحه العليا، وفي ترتيب اقدار لا يعرف حكمته سوي الله غادر الاثنان عالمنا في توقيت متزامن لتصبح الخسارة فادحة وثقيلة يكابد حزنها مسلمو مصر وأقباطها علي حد سواء.

وإذا صح ان محمد حسنين هيكل هو صحفي القرن دون منازع، فان بطرس غالي هو أب السياسة والدبلوماسية المصرية دون منافس، وما من شخصية أثرت عميقا في صنع هذه الاجيال المتتابعة التي صنعت للدبلوماسية المصرية تاريخا مجيدا مثل بطرس بطرس غالي..،بصمته الاكثر تأثيرا في سياسات مصر الخارجية وضحت في مسيرة سلام الشرق الاوسط، التي قاد بطرس اول مراحل تفاوضها وصولا إلي اتفاق كامب ديفيد بشقيه، معاهدة السلام واتفاق الحكم الذاتي، في فندق مادسون وسط العاصمة واشنطن، حيث كان يحتل وفد التفاوض المصري الدور الخامس بينما يحتل الاسرائيليون طابقا اخرا وبين الطابقين يتحرك الوسيط الامريكي.

لكن جهد بطرس الكبير تركز علي الدائرة الافريقية التي كان يعتقد منذ وقت جد مبكر انها دائرة المصالح الحقيقية لمصر..، احب بطرس أفريقيا والافارقة وبرغم اصابته بالتهاب الكبد الوبائي في احدي زياراته ظل بطرس علي حبه، وهو الذي صاغ اول برنامج تعاون مشترك مصري افريقي، لكن بطرس احدث تحولين مهمين في سياسات مصر الافريقية كاد يدفع ثمنهما باهظا لولا مساندة الرئيس الاسبق مبارك..، الاول عندما كان اول من نبه إلي خطورة تحالف البشيرــــ الترابي وكشف الوجه الحقيقي لانقلابهما العسكري والثاني عندما نجح في اقناع مبارك بضرورة تصحيح علاقات مصر بأثيوبيا من خلال حوار مباشر لا تكون المشكلة الارتيرية عائقا له، غير ان فخار بطرس وفخار مصر ببطرسها يظل في موقفه الشجاع من التحالف الامريكي الاسرائيلي عندما كان يشغل منصب امين عام الامم المتحدة، وقصف الاسرائليون ملجأ المنظمة الدولية في قرية قانا جنوب لبنان ورفض بطرس المساومة علي الصمت..،ولانه فضح المؤامرة ناصبه الامريكيون العداء بشكل فج، واستخدموا لاول مرة الفيتو من اجل المصادرة علي حقه في فترة ثانية لمنصب الامين العام للامم المتحدة.

 

arabstoday

GMT 06:44 2022 السبت ,20 آب / أغسطس

الأقباط ليسوا أقلية!

GMT 07:42 2022 الجمعة ,22 تموز / يوليو

غالب المناصب

GMT 04:50 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

خفِّفوا مشاهدة التلفزيون

GMT 06:34 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

بصراحة...

GMT 07:41 2020 الثلاثاء ,18 آب / أغسطس

سلام ثالث؟ مطر حمضي!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هيكل وبطرس هيكل وبطرس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab