قفزة فى علاقات مصر والسودان

قفزة فى علاقات مصر والسودان!

قفزة فى علاقات مصر والسودان!

 العرب اليوم -

قفزة فى علاقات مصر والسودان

بقلم - مكرم محمد أحمد

لعل ما يُدهش بالفعل أن تكون العلاقات المصرية السودانية هى نقطة الضوء الساطع الوحيد فى عالمنا العربى المُفعم، بأحداث مؤلمة جسام تدعو إلى القلق والحذر من أيام صعبة مقبلة، لأننا كعرب نفعل بأنفسنا أكثر مما يفعل بنا الآخرون، والواضح أن العلاقات المصرية السودانية تشهد هذه الأيام نقلة نوعية إستراتيجية يتوجها اجتماع اللجنة العليا المشتركة برئاسة الرئيسين عبدالفتاح السيسى وعُمر البشير فى الخرطوم اليوم الخميس، التى يشهدها 20 من وزراء البلدين يوقعون عشر اتفاقيات تغطى 6 مجالات للتعاون الاقتصادى والسياسى والبنية الأساسية والنقل والتعليم والإعلام والزراعة، أهمها مشروع الربط الكهربائى بين البلدين الذى يصل شبكة الكهرباء الإفريقية بشبكتى مصر وأوروبا عبر شمال إفريقيا والبحر الأبيض، ومشروع ربط سكك حديد مصر بسكك حديد السودان بما يساعد على ربط جنوب إفريقيا بشمالها، بحيث يصبح للقارة الإفريقية امتدادها المُطل على البحر الأبيض، أما المشروع الثالث فيتعلق بتحديث هيئة الملاحة النيلية التى تربط بين أسوان ووادى حلفا عبر خطوط ملاحية يجرى تعزيزها وتحديثها بما يجعل نهر النيل شريان تواصل حيويا يربط إفريقيا الجنوبية والوسطى بشمال القارة عند شواطىء المتوسط، فضلاً عن العديد من الاتفاقيات الأخرى التى تُغطى مجالات الزراعة والرى والصناعة والتعليم والإعلام فى أكبر زخم تشهده العلاقات المصرية السودانية على طول تاريخها الأزلى. ويُشكل لقاء السيسى والبشير اليوم الخميس فى الخرطوم الزيارة السادسة للرئيس عبدالفتاح السيسى للخرطوم، كما يُشكل اللقاء الرابع والعشرين بينهما فى عدد من المحافل الدولية، أبرزها اللقاء السنوى فى منظمة الوحدة الإفريقية، واللقاءات الدولية المختلفة التى عُقد آخرها على هامش مؤتمر إفريقيا والصين فى العاصمة الصينية بكين، ولعلها المرة الأولى فى تاريخ البلدين على أزلية علاقاتهما التى تنشط فيها مصر والسودان فى تنفيذ برنامج عملى متكامل، يركز على التعاون فى مساحة واسعة من المصالح المشتركة وصولاً إلى التنسيق والتكامل والتخطيط المشترك لعدد من المشروعات الجديدة أهمها، إنشاء منطقة صناعية مصرية على مساحة 2 مليون متر مربع قريباً من الخرطوم، وإعادة تأهيل عدد من المشروعات الزراعية المشتركة لتحقيق متطلبات الأمن الغذائى للبلدين..، ويمكن أن نقول إن علاقات البلدين قد اختلفت نوعاً منذ مارس 2018 عندما انتقلت من دائرة الشكوك والهواجس المتبادلة إلى دائرة المصارحة والمكاشفة والشفافية، التى اعتمدها الطرفان نهجاً أساسياً مشتركاً لبناء علاقات جديدة تقوم على الثقة المتبادلة خلال الاجتماعات الرباعية، التى ضمت وزيرى خارجية ومديرى المخابرات فى البلدين فى إطار توافق الإرادة السياسية للبلدين على أهمية تعميق التعاون فى وادى النيل الذى جمع المصريين والسودانيين على أصح شعار عرفوه «وحدة وادى النيل» الذى لا يزال أهم الشعارات وأصحها ويشكل جزءاً عميقاً من ضمير البلدين. بالطبع ساعد مصر والسودان على التحسن المطرد فى علاقاتهما أن الأمور قد اختلفت منذ توافقت الدول الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا على مبدأ لا ضرر ولا ضرار فى علاقات دول مصب نهر النيل مصر والسودان بدول الحوض، فضلاً عن توافق مصر والسودان على ضرورة تسوية أى نزاعات إقليمية عبر الحوار وصولاً إلى تسوية سلمية، كما أن التوتر الذى كان يسود القرن الإفريقى انتهى بعلاقات ثقة متبادلة بين إثيوبيا وإريتريا قللت من حجم المستفيدين من هذا الصراع، كما قللت من فرص الاستقطاب، ويحفل السودان بإمكانات ضخمة لوفرة أراضيه الصالحة للزراعة ــ 400 مليون فدان ــ ووفرة مياهه النسبية خاصة الجوفية، وثروته الحيوانية الضخمة، ـ 2 مليون رأس من الضأن والبقر, فضلاً عن ثراء ثروته المعدنية، وجميعها مؤهلات إستراتيجية يمكن أن ترقى بجودة حياة سكانه الذين استهلكتهم الحروب الأهلية وغياب الحكم الرشيد، كما أن ثوابت علاقات السودان بمصر تُشكل أحد أهم عناصر استقراره التى تجعل من السودان عمقاً إستراتيجياً لمصر يزيد من خصوصية العلاقات بين الشعبين التى لا يمكن مقارنتها بأى دولة أخرى، لا تستطيع أى متغيرات سياسية أن تفصل أو توقف التدفق الإنسانى بين الشعبين، أو تقطع أيا من الوشائج المتعددة التى تربط بينهما.

 

arabstoday

GMT 15:19 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

لماذا كل هذه الوحشية؟

GMT 15:17 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

عن حماس وإسرائيل ... عن غزة و"الهدنة"

GMT 15:21 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

لجان الكونغرس تدين دونالد ترامب

GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قفزة فى علاقات مصر والسودان قفزة فى علاقات مصر والسودان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab