مقبرة الخالدين

مقبرة الخالدين

مقبرة الخالدين

 العرب اليوم -

مقبرة الخالدين

بقلم - عمرو الشوبكي

تظل فكرة إنشاء مقبرة للخالدين مقبولة فى حال لم تأت على حساب المقابر القديمة التى تعرفها القاهرة منذ قرون، فالحديث المتصاعد عن ضرورة بناء مقبرة تضم رفات شخصيات ثقافية ودينية وزعماء سياسيين كبار، لا يجب أن يكون مبررا لهدم المقابر القديمة التى تظل قيمتها فى روعة بنائها المعمارى وتاريخها، وأنها فى مكانها باتت أثرا، حتى لو لم تسجل كأثر.

الحقيقة أن توجه هدم المبانى القديمة لصالح توسيع طريق أو بناء كوبرى يجب مراجعته؛ لأنه صار يتم على نطاق واسع، كما أن حديث رئيس الوزراء أثناء زياراته لمنطقة مقابر السيدة نفيسة والإمام الشافعى عن سوء حالها لا يعنى أن الحل فى هدمها، إنما مسؤولية الحكومة فى تجديدها وتنظيفها، والاستثمار فى البشر الساكنين فيها، والقضاء على أى مظاهر مخالفة للقانون.

حوارى أوروبا وأزقتها فى القرن الماضى كانت مرتعا لكل الموبقات من جريمة ومخدرات وعنف، ومع ذلك لم يتم هدمها ولم يطرد سكانها إنما تم تجديدها وتنظيفها والقضاء على كل المظاهر المخالفة للقانون، وأصبحت منذ أكثر من نصف قرن المناطق الأكثر جذبا للسياح بمطاعمها الشعبية ودفء مشاعر قاطنيها؛ لأن الحكومات فكرت بطريقة مختلفة واستثمرت فى المكان والبشر.

وقد شهدنا بلدا مثل اليونان مر بأزمة اقتصادية طاحنة، وتدخل الاتحاد الأوروبى بقسوة لضبطه، ومع ذلك لم تفكر الحكومة للحظة أن تحل مشكلتها بتأجير معلمها السياحى الأبرز «الأكروبول» أو هدم المبانى القديمة المحيطة به وبناء ناطحات سحاب؛ إنما احتفظت بكل المبانى القديمة دون تغيير.

أما بلد مثل بولندا فقد هُدمت المنطقة التجارية القديمة فى عاصمته وارسو أثناء الحرب العالمية الثانية، فقرروا أن يعيدوا بناءها مرة أخرى بتقنيات حديثة وبنفس تفاصيل الشكل القديم مهما كانت التكلفة، وهنا اشتروا تاريخهم مرة أخرى ودفعوا فى سبيل ذلك المليارات.

أما المغرب، فسنجد معظم مدنه الكبرى، من الرباط مرورا بمراكش وحتى فاس، محاطة بسور حول ما يعرف «بالمدينة العتيقة»، واحتفظ بها كما هى بمبانيها القديمة دون مساس أو تغيير منذ قرون عديدة، كما لا يمكن لأحد أن يذهب لمنطقة السلطان أحمد فى إسطنبول ويجد مقبرة قد أزيلت أو مبنى قديما هدم، فقد ظلت معالمها كما هى لا تتغير عبر عقود.

والحقيقة أن حرص كل بلاد الدنيا شمالا وجنوبا عربا وعجما على الحفاظ على أحيائهم القديمة، ويكون الهدم فى أضيق حدود وبشكل استثنائى- أمر واضح.

مقابر القاهرة أو الجبانات التى يجرى هدم جانب منها دفن فيها رجال دين وفكر وثقافة وعلوم وسياسة، وشكلت الهوية البصرية لجانب من مدينة القاهرة على مساحة 500 فدان وتمتد لمسافة 12 كيلو مترا، والمطلوب الاحتفاظ بها وتجديدها لتصبح فى مكانها حديقة الخالدين

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقبرة الخالدين مقبرة الخالدين



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:03 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab