المنظومة الجديدة

المنظومة الجديدة

المنظومة الجديدة

 العرب اليوم -

المنظومة الجديدة

بقلم - عمرو الشوبكي

عرف العراق منظومتين مأزومتين للحكم: الأولى شهدها فى عهد الرئيس الراحل صدام حسين، والثانية وضعت عقب الغزو والاحتلال الأمريكى للعراق فى ٢٠٠٣، ومازال حتى اللحظة يبحث عن منظومة جديدة يتجاوز بها المنظومتين.

والحقيقة أن مشهد اقتحام التيار الصدرى للبرلمان والمظاهرات المؤيدة والرافضة له، والانقسام السياسى والمجتمعى، دفع البعض للقول بإنه لا يمكن حكم العراق إلا بصدام حسين جديد، وأننا بلاد لا تصلح فيها الديمقراطية، وأن الوضع فى عهد صدام كان أكثر أمنا وتقدما ورخاء من الوضع الحالى، وهو جزئيا صحيح لكنه ينسى أو يتناسى، أنه دخل فى حرب 7 سنوات مع إيران، وبمجرد انتهائها بأشهر معدودة قرر أن يغزو الكويت ويشطبها من على خريطة العالم، وكان هذا القرار سببا فى قيام التحالف الدولى الذى قادته أمريكا وشاركت فيه دول عربية وبغطاء شرعى من الأمم المتحدة بالحرب على العراق وتحرير الكويت، ثم حصار الأول من قبل أمريكا لما يقرب من 10 سنوات ثم غزوه فى 2003 على يد قواتها ودون الاستناد إلى الشرعية الدولية.

ومنذ ذلك التاريخ أسقط الاحتلال الأمريكى الدولة العراقية، وأقام أخرى هشة خضعت لسطوة أحزاب المحاصصة الطائفية التى ظلت تتحكم فى مصير البلاد لما يقرب من 20 عاما، حتى وصلت هذه الصيغة إلى نهايتها، واتضح عجزها وفشلها.

وشهدت البلاد فى السنوات الأخيرة انتفاضة شعبية فى مواجهة منظومة المحاصصة الطائفية، ونجحت فى هزها بشدة دون أن تستطيع إسقاطها، وتعرضت لقمع شديد على يد الميليشيات الطائفية، كما حاربتها إيران ووقفت أحزابها ضدها. وجاءت محاولة مقتدى الصدر كمحاولة للتغيير من داخل «البيت الشعبى» ورفع شعارات استقلالية فى مواجهة إيران وأعلن محاربته للفساد.

والحقيقة أن منظومتى الأزمة، القائمة أساسا على منظومة المحاصصة الطائفية، والمنظومة الديكتاتورية السابقة، يجب تجاوزهما نحو بناء منظومة مدنية دميقراطية، وأن المشاهد الحالية من اقتحام للبرلمان واحتقان سياسى ومجتمعى لن تكون مواجهتها بالحنين إلى النظام السابق.

والحقيقة أن الأزمة الحالية لا يجب أن يكون حلها بالقول إن «الاستبداد هو الحل» أو أن بلادنا لا تصلح فيها الديمقراطية لأن «أصل الداء» فى مآسى العراق هو ما جرى فى عهد النظام السابق وغياب الحد الأدنى من النقاش حول قرارات مصيرية مثل الحروب والغزوات، فالديكتاتورية هى التى جعلت لا أحد قادرا على رفض قرار صدام حسين بغزو واحتلال الكويت، لأنه لا يوجد طالب (وليس باحثا) فى مجال العلاقات الدولية إلا وسيقول مستحيل سيسمح للعراق باحتلال بلد نفطى ثرى فى قلب المنظومة العالمية مثل الكويت، وأن نتائج هذه الخطوة ستكون كارثية على العراق والمنطقة، بصرف النظر عن أى حجج ومبررات.

ستبقى أزمة العراق قائمة حتى ينجح شعبه الصابر والعظيم فى تجاوز منظومة المحاصصة الطائفية بتأسيس دولة قانون وليس العودة للخلف.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنظومة الجديدة المنظومة الجديدة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab