التوعية قبل الوعى

التوعية قبل الوعى

التوعية قبل الوعى

 العرب اليوم -

التوعية قبل الوعى

بقلم - عمرو الشوبكي

كثيرًا ما يتحدث البعض عن بعض السلوكيات السيئة فى الشارع المصرى، ويُرجعها دائمًا إلى قلة وعى الشعب أو يردد جملة أخرى تقول هى ثقافة وسلوكيات شعب، ويتجاهل أن المشكلة فى التوعية وليس الوعى.

لم يعد هناك تقريبًا مَن يقول إن سلوكيات الشعوب وتصرفاتهم فى الشارع وأماكن العمل ومع الجيران ترجع إلى عيوب «جينات» فى الشعب أو نتيجة أنه بالفطرة وُلد «غير واعٍ»، ويعتبر الشعوب مصدر التعاسة والشقاء، إنما بات ينظر بشكل أساسى إلى منظومة الإدارة وأدواتها المختلفة سياسيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا القادرة على بناء شعب متقدم يحترم القانون والعلم وآخر غير واعٍ لأنه غابت عنه برامج التوعية المطلوبة.

فلا يزال كثيرون منّا فى العالم العربى يتحدثون عن كيف كانت سلوكيات الناس وعاداتهم وتقاليدهم فى أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضى، وكيف تغيرت وتحولت فى العصر الحالى، وأن ملابس النساء فى بلد مثل مصر فى ستينيات القرن الماضى مقارنة بما عليه الحال الآن تقول وكأنهن فى بلد آخر، ودون أن يعنى ذلك حكمًا قيميًّا بتفضيل زى على آخر.

إنما يعنى التحول والتغير فى منظومة القيم الحاكمة داخل المجتمع والدولة، التى جعلت أغلب السيدات فى منتصف القرن الماضى لا يرتدين حجاب أو غطاء رأس مادمن ولدن فى المدن، وهو عكس الحال منذ نهاية السبعينيات، وفى كلتا الحالتين كان الشعب واحدًا وأن الفرق فى رسالة «التوعية» والمنظومة الثقافية والسياسية والتعليمية السائدة.

المناهج العلمية الحديثة تقول إن الحديث عن الشعوب أو بالأحرى المجتمعات ليس من أجل تنميطها والحكم عليها بالقول إن هذا شعب واعٍ وهذا ليس كذلك، أو هذا شعب متحضر وآخر متخلف، أو إن هناك شعبًا قابلًا للتطور والديمقراطية وآخر ليس كذلك، بل أصبحت هناك أسباب علمية وسياسية تفسر أسباب تقدم بعض الدول وتراجع بعضها الآخر أو نجاح انتقال ديمقراطى فى مجتمع وفشل آخر، أى أنها لم تعد تحمل حكمًا قيميًّا على الشعوب يقول إن النجاح أو الإخفاق راجع إلى وعى أو عدم وعى شعب.

إنما فى رصد كيفية تغيير المجتمعات والتأثير فيها عبر الأدوات المختلفة سواء كانت تعليمية أو ثقافية أو اقتصادية أو إعلامية، وهنا سنجد اهتمام الكثيرين العلمى والسياسى بكيفية تأهيل بلاد أوروبا الشرقية للتحول الديمقراطى وبناء مجتمع منسجم مع المنظومة السياسية الجديدة، وكيف تم تغيير الثقافة السياسية الألمانية التى أنتجت النازية عبر أدوات فعل اجتماعى وسياسى وإعلامى لتصبح جزءًا أصيلًا من النسق الديمقراطى الغربى.

نظرية العيب فى الشعوب قالها المستشرقون فى الماضى صراحة، ويقولها حاليًا اليمين المتطرف ضمنًا فى الغرب. وإنه بالتأكيد لا يوجد شعب وُلد بعيوب هيكلية، إنما هناك سياق كامل يشكل وعيه، وأى قصور فى هذا الوعى يرجع بالأساس إلى برامج التوعية.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوعية قبل الوعى التوعية قبل الوعى



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab