حدود الفارق

حدود الفارق

حدود الفارق

 العرب اليوم -

حدود الفارق

بقلم : عمرو الشوبكي


هناك مَن يردد دائمًا أنه لا يوجد فارق بين الديمقراطيين والجمهوريين فى أمريكا وبين اليمين واليسار فى أوروبا فى التعامل مع القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، وهناك مَن يرى أن هناك فارقًا جزئيًّا بين الجانبين، وأن المرشح الديمقراطى سيكون أفضل أو أقل سوءًا من المرشح الجمهورى فيما يخص تحديدًا القضية الفلسطينية.

صحيح أن كثرة المآسى التى تعرض لها الشعب الفلسطينى بسبب الدعم غير المحدود الذى قدمته الإدارات الجمهورية والديمقراطية لإسرائيل جعلت هناك وجاهة لهذا التصور، الذى يقول إنه لا يوجد فرق بين الاثنين.

ومع ذلك، فإن المعركة الانتخابية الحالية تقول إن هناك فارقًا جزئيًّا يمكن الاستفادة منه عربيًّا وفلسطينيًّا بين الديمقراطيين والجمهوريين، وتحديدًا بين ترامب وهاريس.

لقد اتهم ترامب هاريس أثناء المناظرة الأخيرة بأنها تكره إسرائيل، فى حين أنه يمكن اتهامها بأنها منحازة إلى إسرائيل مع إدارة الرئيس بايدن، التى كانت نائبة له، ولكنها تعلن ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين، ولا توافق على بعض الممارسات الإسرائيلية، فى حين أن ترامب يعتبر قيام دولة الاحتلال بقتل الأطفال والنساء فى غزة عملًا «Job» يجب على إسرائيل إتمامه.

إن المواقف الخافتة، التى اتخذتها إدارة بايدن/ هاريس فى مواجهة العدوان الإسرائيلى وشحنة السلاح اليتيمة، التى أوقفتها مؤقتًا، قبل أن تعيد إرسالها إلى إسرائيل، لم تمنع ترامب من مهاجمتها، واتهامها بأنها ستكون سببًا فى زوال إسرائيل إذا وصلت إلى الحكم، فى محاولة لتأليب اللوبى الصهيونى عليها.

وبدا لافتًا أنها قبل أى كلمة تعاطف تُبديها تجاه المدنيين الفلسطينيين تكرر جملة أنها تدعم إسرائيل فى مواجهة إيران وحلفائها خوفًا من تأثير اللوبى الداعم لإسرائيل على فرصها فى الفوز فى انتخابات الرئاسة.

إجمالًا يحرص المرشحان على نَيْل رضا تل أبيب وجماعات الضغط المؤيدة لها، ومن ضمنهم المرشحون المعتدلون من الحزب الديمقراطى، فيما عدا الجناح التقدمى، الذى مثله «ساندرز»، الذى انتقد بوضوح الممارسات الإسرائيلية، وطالب بأن توقف أمريكا تسليحها، ولذا لم يستطع أن يكون مرشح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة.

صحيح أن مدخل كمالا هاريس فى سعيها لوقف حرب غزة سيكون إنسانيًّا، وستظل تدافع عن أمن إسرائيل، وتتبنى جوهر روايتها فيما يتعلق بالتهديدات المحيطة بها، وستتخذ موقفها نفسه من فصائل المقاومة، إلا أنها ستكون أفضل من ترامب باعتبارها ستعظم من فرص الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، ولو لدوافع إنسانية وسياسية داخلية محضة.

إن فوز كمالا هاريس كما نرجح لا يعنى أنها ستكون المخلصة، التى ستحل مشاكل أمريكا والعالم وتدافع عن القضية الفلسطينية بدل العرب، إنما لأنها ستفوز على رجل أدمن الكذب والارتجالية وكراهية العلم، ومارس التمييز، الذى وصل إلى حد العنصرية فى حق ليس فقط أبناء الحضارات الأخرى، إنما ضد كل ألوان البشرة غير البيضاء.

 

arabstoday

GMT 06:28 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 06:15 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 06:12 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

«سايكس- بيكو» الحل!!

GMT 06:04 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

GMT 06:00 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

انتخابات الجزائر.. تبون في عالم خاص به!

GMT 05:57 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

"بيبي" يريد مزيدا من الدمّ بدل قليل من السياسة

GMT 05:46 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الحرب والسلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدود الفارق حدود الفارق



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:21 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

تنسيق التنورة القصيرة بطريقة شبابية وعصرية
 العرب اليوم - تنسيق التنورة القصيرة بطريقة شبابية وعصرية
 العرب اليوم - تنسيق الأثاث المناسب للمساحات المنزلية الصغيرة

GMT 00:21 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

تنسيق التنورة القصيرة بطريقة شبابية وعصرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab