رأسمالية ورأسمالية

رأسمالية ورأسمالية

رأسمالية ورأسمالية

 العرب اليوم -

رأسمالية ورأسمالية

بقلم - عمرو الشوبكي

مدهش أن البعض لا يزال يعتبر أن روسيا تقدم نموذجا معاديا للرأسمالية و«الإمبريالية العالمية»، كما كانت تقول أثناء الحقبة الشيوعية، ومدهش أن يعتبر البعض أن انتصار روسيا هو انتصار للشعوب المضطهدة، وكأن حربها في أوكرانيا هي حرب تحرير ضد النازية التي لعبت فيها روسيا السوفيتية دورا محوريا، ولولا بطولات شعبها وجيشها لما انتصرت أوروبا على جحافل القوات النازية، كما أنها لا تخوض معركة تحرر وطنى ضد الاستعمار كما فعلت معظم دول العالم الثالث وعلى رأسها مصر عبدالناصر.

فبوتين ليس ديجول فرنسا ولا بيرون الأرجنتين، وليس قائد ثورة شعبية ضد الاحتلال مثل سعد زغلول في مصر، ولا هو قائد ثورة عقائدية ملهمة وبنت عصرها مثل لينين في روسيا وماوتسى تونج في الصين، وكاسترو في كوبا، وغيرهم كثيرون، وهو أيضا ليس مثل صدام حسين الذي لم يحسب تبعات غزوه للكويت فكانت الهزيمة والانكسار القاسى، إنما هو رجل يحسب بشكل دقيق حساباته الاستراتيجية والسياسية والعسكرية، ولم يكن قراره بالهجوم على أوكرانيا يخلو من حسابات سياسية دقيقة، فيها مخاطرة ولكنها ما زالت قريبة من النجاح.

الحرب الروسية على أوكرانيا هي حرب دفاع عن مصالح روسيا وأمنها القومى (وهو مفهوم حتى لو اختلفنا بالكامل مع الوسيلة)، ولكنها لا تقدم نموذجا سياسيا ملهما لأى بلد، حتى لو انتصر بوتين في أوكرانيا وحقق أهدافه كاملة، إلا ربما في قضية واحدة هي الدفاع عن الأمن القومى والمصالح الحيوية لبلده، وهى قضايا تتجاوز طبيعة النظام السياسى القائم، وهو مبدأ صالح للجميع بأساليب أخرى غير الهجوم على بلد ذى سيادة.

فمثلا تهديد إثيوبيا للأمن المائى المصرى يتطلب ردعا وأوراق قوة وضغط تتجاوز طبيعة النظام السياسى في كلا البلدين، وتمسك مصر بحقوقها المائية على المستوى الإفريقى والدولى حتى وصلت لمجلس الأمن أمر لا علاقة له بتقييم نظامها السياسى أو النظام الإثيوبى الذي حصل رئيس وزرائه (أبى أحمد) على جائزة نوبل للسلام، واتهم بارتكاب جرائم حرب في تيجراى، وهى كلها أمور لم تؤثر في إصراره على بناء السد والإضرار بالأمن القومى لكل من مصر والسودان.

روسيا لن تخسر معركتها لأنها غير ديمقراطية، وأوكرانيا لن تربحها لأنها ديمقراطية، إنما لأوراق القوة والضغط التي يمتلكها كل طرف، فروسيا قضيتها روسية والناتو أخطأ في تعامله معها في قضايا كثيرة، ومنها قضية أوكرانيا، لكن أن نعتبر روسيا نموذجا يحتذى به، فهذا أمر مخالف لطبيعة نظامها الحالى الأقرب لرأسمالية دولة، وتغيب عنه دولة القانون، وتعانى من المافيا والفساد بصورة أسوأ من الرأسمالية الغربية.

ستربح روسيا معركتها أو ستخسرها بفضل حساباتها الاستراتيجية وأوراق القوة التي تمتلكها، وليس بفضل نموذج سياسى أو اقتصادى يمكن استلهامه في أي بلد آخر

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رأسمالية ورأسمالية رأسمالية ورأسمالية



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:03 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab