الخطوة الثانية

الخطوة الثانية

الخطوة الثانية

 العرب اليوم -

الخطوة الثانية

بقلم:عمرو الشوبكي

 الجدل الذى أثاره مشروع رأس الحكمة فى جانب منه طبيعى لأننا من ناحية لم نَرَ منذ سنوات مشروعًا استثماريًا ضُخ فيه هذا الحجم من الأموال، ومن ناحية أخرى مثَّل المشروع تحديًا كبيرًا يتعلق بالخطوة التالية المتعلقة بنمط جديد من المشاريع التنموية تتوازى ولا تتعارض مع المشاريع القائمة فى المدن الجديدة والسياحية.

وتعتبر منطقة رأس الحكمة واحدًا من أجمل الشواطئ المصرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وهى عبارة عن نتوء أرضى يدخل إلى البحر المتوسط وبها شواطئ غير مستغلة وبعض القرى، وتبلغ مساحتها نحو ١٧٠ مليون متر، أى أكثر من ٤٠ ألف فدان، وأُعلن عن تلقى مصر ٣٥ مليار دولار مقابل التطوير والاستثمار فى المنطقة، كما سيتم ضخ حوالى ١٥٠ مليار دولار على مدى عمر المشروع الذى لم يتضمن الاتفاق المعلن أى إشارة لموعد انتهائه أو مراحله الزمنية، وستحصل مصر على ٣٥٪ من عوائده.

والحقيقة أن هذا النوع من المشاريع المرتبطة بالمدن السياحية لا يمثل أى تهديد للأمن القومى، فهى ليست صناعات استراتيجية حساسة تُدار لحساب الخارج، ولا هى مناطق حدودية يمثل الاستثمار فيها تهديدًا مباشرًا للأمن المصرى. إن مبدأ الاستثمار فى السياحة وفى العقارات والمدن الجديدة الساحلية وغير الساحلية مفيد لاقتصاد أى دولة، لكن يحتاج بجانبه «للخطوة الثانية»، أى الاستثمار الصناعى والزراعى والتكنولوجيا الحديثة القادرة على نقل مصر نقلة حقيقية للأمام.

بالقطع هذه المجالات متاحة، ولكنها تحتاج كفاءة فى الأداء وخططًا حقيقية لتنظيم الاستثمار، وتشريعات قانونية تُنفذ فى الواقع تشجع على الاستثمار والمنافسة الحرة.

اختيار المدن الجديدة والعقارات كواجهة لاستثماراتنا الكبرى فى هذه المرحلة بجانب عشرات الأبراج الضخمة والكبارى والطرق، هى كلها مشاريع مطلوبة، تحت متابعة ورعاية القيادة السياسية العليا التى تتجاوز كثيرًا من التعقيدات البيروقراطية والروتين، أما الاستثمار فى المجالات الأخرى وفى المشاريع المتوسطة فهى تحتاج دولة قانون مكتملة الأركان، وجهازًا إداريًا كفئًا، ومواجهة للبيروقراطية والفساد..

لا يجب إلغاء ما تم بناؤه، ولا شطب المدن والطرق والبنايات الضخمة أو الاستهانة بجهود من قاموا بها، لكن يجب أن نعلم أن الاستثمار الحقيقى سيكون فى الخطوة الثانية المنتظرة، وهى الاستثمار الكبير فى مشاريع منتجة تدر عائدًا اقتصاديًا ودخلًا، وأن يكون جانب كبير منها قابلًا للتصدير إلى الخارج وجلب العملة الصعبة. تحتاج مصر ثلاثة أنماط من الاستثمارات: الأول استثمار فى البشر من علم وتأهيل ومهنية، وثانيًا استثمار فى المشاريع المنتجة التى يمكن لجانب رئيسى منها أن يُصدر وينافس عالميًا، وثالثًا مشاريع المدن الجديدة.

الخطوة الثالثة بدأت بها الدولة وتمت بنجاح، ومطلوب أن نضع خطة طموحًا للخطوة الثانية، وهى خريطة بالمشاريع المنتجة الواجب القيام بها، والبيئة السياسية والتشريعية والإدارية التى تضمن نجاحها.

 

arabstoday

GMT 02:46 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

نيران صديقة فى مهرجان (كان)!!

GMT 02:43 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

بين احتجاجين

GMT 02:37 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

فى رحاب السيدة!

GMT 02:33 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

عبيد باليونيفورم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطوة الثانية الخطوة الثانية



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:35 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
 العرب اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 01:03 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

السودان... العودة المنتظرة

GMT 14:29 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصف مدفعي إسرائيلي على وسط رفح الفلسطينية

GMT 04:07 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

فيضانات عارمة تضرب شرق إيران

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أحمد حلمي يخطو أولى خطوات عودته الى السينما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab