يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة

يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة

يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة

 العرب اليوم -

يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة

بقلم : عمرو الشوبكي

حسمت إسرائيل أمرها وصوَّت الكنيست لصالح إصدار قانون يهودية الدولة لتصبح إسرائيل واحدة من الدول القليلة فى العالم التى تنص قوانينها على أنها دولة دينية.

وقد تضمن النص النهائى لـ«قانون القومية اليهودية» 11 بندا جاء فيها: «أرض إسرائيل هى الوطن التاريخى للشعب اليهودى، وفيها قامت دولة إسرائيل».

وأيضا «دولة إسرائيل هى الدولة القومية للشعب اليهودى، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعى والثقافى والدينى والتاريخى لتقرير المصير. ممارسة حق تقرير المصير فى دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودى.عاصمة الدولة القدس الكاملة والموحد».

كما نص القانون على رعاية إسرائيل لكل يهود العالم بصرف النظر عن دولهم وجاء فيه: تهتم الدولة بالمحافظة على سلامة أبناء الشعب اليهودى ومواطنيها، الذين تواجههم مشاكل بسبب كونهم يهودًا أو مواطنين فى الدولة، كما تعمل فى الشتات للمحافظة على العلاقة بين الدولة وأبناء الشعب اليهودى. وتعمل على المحافظة على الميراث الثقافى والتاريخى والدينى اليهودى لدى يهود الشتات.

ويلاحظ هنا أن القانون الجديد يعتبر إسرائيل راعية لكل يهود العالم ومازالت تستخدم تعبير الشتات بخصوصهم رغم أنهم يعيشون فى دول أخرى ذات سيادة. 
ونص قانون تقنين يهودية الدولة على اعتبار الاستيطان «قيمة قومية عليا»، تعمل إسرائيل على تشجيعه ودعم إقامته وتثبيته. وأخيرا نص القانون على أن تغييره يستلزم أغلبية مطلقة من أعضاء الكنيست.

قانون يهودية الدولة جاء ليقنن وضعا يعرفه العالم حول طبيعة إسرائيل الدينية، وبالتالى أنهى تقريبا من فرص تحقيق شعار حركة التحرر الوطنى فى العالم العربى حول بناء دولة علمانية فى فلسطين التاريخية يعيش عليها العرب واليهود، فى نفس الوقت هناك على الأرض صعوبة كبيرة فى الوصول لحل الدولتين مثلما نصت قرارات الأمم المتحدة نتيجة سياسات الاحتلال والاستيطان الإسرائيلية.

إعلان إسرائيل دولة دينية أغرى بعض المتشددين فى العالم العربى وخاصة الإسلاميين لاعتبارها فرصة لتبرير مشروعهم الدينى على أساس أن إسرائيل انتصرت على العرب لأنها دولة دينية عقائدية.

والحقيقة أن إسرائيل انتصرت وكرست قوتها فى المنطقة بسبب نجاحها فى المزج بين جانب عقائدى وجانب مدنى وديمقراطى حديث فى بناء دولتها (يخص بالطبع مواطنيها اليهود).

والحقيقة أن أحد أسباب قبول يهودية إسرائيل أو الجانب الدينى والعقائدى فى العالم يرجع لنجاحها فى نيل تعاطفه وابتزازه إذا تطلب الأمر، لأنه روج لخطاب «مظلومية اليهود» والجرائم التى طالت بعضهم أثناء الاجتياح النازى لدول العالم، فى حين أن العالم العربى أفرز جماعات إسلامية جهادية مرفوضة ومكروهة عالميا، وأن أى عمليات مقاومة مسلحة تقوم بها حماس هى فى عرف العالم جزء من «الإرهاب الإسلامى» (بالتعبير الغربى) المنتشر فى كثير من دول العالم.

المشروع العقائدى الذى روجت له تيارات الإسلام السياسى هو روشتة فشل فى الداخل وكراهية ورفض فى الخارج، على خلاف المشروع العقائدى الدينى لإسرائيل الذى تغاضى العالم عن المظالم التى فعلها بحق الشعب الفلسطينى واستسلم لخطاب جماعات الضغط اليهودية السياسى والإعلامى حتى أصبح هو المشروع الدينى الوحيد المقبول أمام العالم كله.

لا بديل عن أن تكون مواجهة دينية دولة إسرائيل بمشروع مدنى عربى قادر على أن ينفذ إلى الرأى العام الغربى ويطرح نفسه باعتباره مشروع السلام والعدل الحقيقى الملتزم بقرارات الشرعية الدولية وبناء دولة فلسطين المستقلة فى الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية عاصمة لها.

لدينا فرصة وحيدة لحصار سياسات دولة إسرائيل الدينية بالعمل على بناء البديل المدنى الديمقراطى فى بلادنا أولا ومواجهة إسرائيل به ثانيا.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: المصري اليوم 

arabstoday

GMT 22:14 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

أخبار عن اللاساميّة وماليزيا وآيا صوفيا

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,05 آب / أغسطس

رسالة إسرائيلية.. أم إنفجار؟

GMT 03:49 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الموجة الجديدة من الحراك العربي

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان بين صيغتين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية
 العرب اليوم - التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab