الكفاح المدني

الكفاح المدني

الكفاح المدني

 العرب اليوم -

الكفاح المدني

بقلم - عمرو الشوبكي

ألقت الدعوة لإقامة إضراب شامل احتجاجًا على الجرائم الإسرائيلية الضوء على أهمية ودور الكفاح المدنى في مواجهة الاحتلال، وإن صور النضال ضد الاستعمار لا تقتصر فقط على المقاومة المسلحة إنما أيضا المقاومة المدنية.

وقد عمَّ في الضفة الغربية أمس الإثنين إضراب شامل، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة، فيما أعلن لبنان إغلاق كل المؤسسات والإدارات بالبلاد، كما استجاب أردنيون لدعوات «إضراب من أجل غزة».

يأتى هذا التحرك تلبية لحراك عالمى ودعوات واسعة أطلقها نشطاء من مختلف أنحاء العالم تحت اسم «إضراب من أجل غزة» (Strike For Gaza)، للضغط على إسرائيل من أجل وقف عدوانها.

كما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إقليم الأردن، الإثنين، يوم إضراب عام وشامل، بينما تصدّر اسم «إضراب من أجل غزة» خلال اليومين الماضيين قائمة الأكثر انتشارًا عبر منصة «إكس»، حيث دعا ناشطون ومغردون بشكل واسع إلى إضراب عالمى نصرةً لقطاع غزة الذي يعانى من القصف الهمجى المستمر منذ أكثر من شهرين.

وبصرف النظر عن درجة نجاح هذا التحرك أو قدرته على وقف العدوان الإسرائيلى، إنما من المؤكد أنه يعيد الاعتبار لأحد أشكال الكفاح المدنى والشعبى، الذي كثيرا ما استهان به البعض لصالح شكل واحد وهو الكفاح المسلح، في حين أن تجارب التحرر الوطنى الناجحة هي التي مزجت بين الاثنين (المدنى والعسكرى)، وفى بعض الحالات الاستثنائية مثل الهند تبنى قائدها غاندى الكفاح السلمى فقط.

والمعروف أنه منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في مايو ١٩٦٤، وخيار المقاومة المسلحة والعمليات الفدائية كان تقريبا هو الخيار الوحيد، وتغير الحال مع تحركات الداخل الفلسطينى، سواء بين عرب ٤٨ الذين يعيشون في فلسطين التاريخية أو بين الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضى المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد جاءت انتفاضة الحجارة في ١٩٨٧ لتؤسس لنمط جديد من المقاومة المدنية والشعبية، واجه فيها أطفال فلسطين بصدورهم العارية الدبابات الإسرائيلية، وطافت مئات الصور الملهمة عن نضال الشعب الفلسطينى مختلف دول العالم، في ظل تعاطف ودعم دولى غير مسبوق تجاه القضية الفلسطينية.

وقد ساهمت انتفاضة الحجارة في فتح مسار سياسى جديد وغير مسبوق منذ النكبة في عام ١٩٤٨، وتم التوقيع على اتفاق أوسلو في ١٩٩٣، وسمح بعودة منظمة التحرير إلى قطاع غزة والضفة الغربية وإقامة السلطة الفلسطينية، ووعد بتحويل الحكم الذاتى الذي ناله الفلسطينيون في مناطق (أ) و(ب) بالضفة الغربية مع قطاع غزة إلى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وهو المسار الذي أجهضته السياسات الاستيطانية الإسرائيلية.

يقينًا، الكفاح المدنى لم يغب عن نضال الشعب الفلسطينى، وإن إعادة الاعتبار له محليًّا وعالميًّا أمر مطلوب؛ لأنه سيكون من شأنه تقديم مزيد من الدعم للقضية الفلسطينية.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكفاح المدني الكفاح المدني



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:19 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يستخدم الذكاء الاصطناعي بسبب "نمبر وان"

GMT 03:37 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

6 قتلى في حادث طيران جديد شرقي أميركا

GMT 10:21 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

حمادة هلال يمازح شياطين مسلسله في رمضان

GMT 12:00 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

مقتل 18 جندياً في باكستان على يد مسلحين

GMT 09:50 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

تعليق غريب من محمد فؤاد حول حفله بالكويت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab