البدايات الآمنة

البدايات الآمنة

البدايات الآمنة

 العرب اليوم -

البدايات الآمنة

بقلم - عمرو الشوبكي

عرف العالم تجارب سياسية كثيرة، شهدت في بداياتها تحولات من مساحات مقيدة في العمل السياسى إلى نظم ديمقراطية كاملة، رفعت القيود على حرية الرأى والممارسة السياسية، والتى فُرضت نتيجة ظروف استثنائية، تعلقت بتهديدات وجودية إرهابية، مثلًا كالتى عرفتها مصر في فترة سابقة، أو نتيجة حروب أو مواجهات أهلية، مثلما حدث في كثير من دول العالم.

والحقيقة أن هناك نموذجين للتحول السياسى: الأول ثورى أو تغير فجائى غير متوقع وغير مرئى، والثانى تحول تدريجى يبدأ بإجراءات إصلاحية حقيقية تعطى مساحات آمنة للعمل السياسى، وتترك للإرادة الشعبية أن تختار من يمثلونها، ولتكن في البداية ممثلة في المحليات أو نسبة من البرلمان، حتى يتعود الناس على الممارسة الديمقراطية ويتعلموا من أخطائهم؛ بحيث يكونون قادرين على تحمل مسؤولية بناء نظام ديمقراطى.

والحقيقة أن مسألة الوسيط السياسى موجودة في كل النظم بما فيها نظم الحزب الواحد، مثل الصين التي يحكمها الحزب الشيوعى الذي تأسس منذ أكثر من قرن، ونجح عبر رحلة نضال وعمل سياسى طويلة في جذب الغالبية العظمى من الراغبين في العمل السياسى داخل مؤسساته، وسمح بمناقشة كل المشاكل المحلية داخل قواعد ومؤسسات الحزب المختلفة، من صحة وتعليم وخدمات وتطوير مدن وأحياء، ووضع قيودا مسبقة وخطوطا حمراء تحدد بشكل ضيق آليات الوصول للسلطة.

ومن هنا، فإن تعزيز البدايات الآمنة للعمل السياسى سيعنى الاتفاق على القواعد الحاكمة والخطوط الحمراء لعملية سياسية تعزز من دور الوسيط السياسى الحزبى والأهلى؛ من نقابات وروابط شعبية ومجتمع مدنى، وفى حال إضعاف هذه الوسائط يصبح هناك خطر كبير. المساحات الآمنة في العمل السياسى تخرج «غير المرئى» إلى «المرئى»، وتصبح مسارًا علنيًا وآمنًا للتعبير عنه، وتمثل البدايات لأى عمل سياسى.

والحقيقة أن مصر بحاجة لمراجعة الإطار الذي حكم حركة البلاد عقب التهديدات الوجودية التي تعرض لها الشعب المصرى في ٢٠١٣ بعد كسر موجة الإرهاب، وأصبح مطلوبًا حاليًا البحث عن نقطة انطلاق للعمل السياسى، سواء تعلقت بالمحليات، أو إعطاء مساحة حقيقية للقوى الحزبية المدنية للتحرك المستقل، بجانب تفعيل دور النقابات والمؤسسات الأهلية.

البدايات السياسية الآمنة والتدريجية خيار إصلاحى مفيد للجميع: الشعب والقوى السياسية والحكم، حتى يمكنه أن ينال ثقة الناس ويؤسس لعملية سياسية تنضج مع الوقت، بالممارسة العملية وباحترام الدستور والقانون.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البدايات الآمنة البدايات الآمنة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:03 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab