احتجاجات فرنسا

احتجاجات فرنسا

احتجاجات فرنسا

 العرب اليوم -

احتجاجات فرنسا

بقلم - عمرو الشوبكي

احتجاجات الضواحى الفرنسية ليست مثل احتجاجات السترات الصفراء، ولا الاحتجاجات الاجتماعية التى تخرج ضد البطالة أو الغلاء أو قانون التقاعد، حتى لو كانت جميعها تشهد بدرجات متفاوتة أعمال عنف، لأن ما تشهده فرنسا حاليا يعكس أزمة عميقة بين قطاع واسع من الفرنسيين من أصول عربية وكثير من المهاجرين الأجانب، وبين السلطات الفرنسية ورموز الدولة ومؤسساتها وخاصة الشرطة.

واقد اندلعت هذه الاحتجاجات عقب تعمد أحد رجال الشرطة قتل مراهق لا يتجاوز عمره ١٧ عاما؛ لأنه لم يلتزم بتعليمات الشرطى بالتوقف، وقد كذبت الكاميرات التى صورت الحادث الرواية التى حاولت أن تروجها أصوات اليمين المتطرف، التى قالت إن حياة الشرطى كانت مهددة، وهو ما ثبت أنه غير صحيح ووجهت له تهمه القتل العمد.

والحقيقة أن هذه الاحتجاجات لم تكن الأولى ولن تكون بكل أسف الأخيرة، فقد شهدت فرنسا فى أكتوبر ٢٠٠٥ احتجاجات لم تعرفها من قبل، عقب مقتل شابين من أصول إفريقية على يد رجال الشرطة، واستمرت ثلاثة أسابيع ودفعت الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ.

واللافت أن الاحتجاجات الأخيرة استهدفت ممتلكات عامة وخاصة، وتجاوزت ضاحية «نانتير» الباريسية التى شهدت جريمة القتل، فقد امتدت إلى أحياء فى قلب العاصمة باريس وأيضا مدن مثل مارسيليا وليون ونانت وستراسبورغ، كما تظاهر البعض فى بلجيكا تضامنا مع أسرة الشاب القتيل، مطالبين بـ «العدالة لنائل» (وهو اسم الشاب الفرنسى من أصول جزائرية الذى قلته الشرطة).

وقد قطع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مشاركته فى اجتماعات الاتحاد الأوروبى فى بروكسيل وعاد لباريس؛ فى محاولة لإيقاف عمليات العنف والتخريب، فأدان جريمة قتل الشاب وأدان فى نفس الوقت أعمال العنف، وتوعد بالتعامل بحزم مع «من يهددون أساس الدولة الفرنسية»، فيما أصدرت وزارة الداخلية قرارا بإيقاف عمل وسائل النقل العام بعد التاسعة مساء فى جميع محافظات البلاد، كما سمحت للدرك بإنزال عربات مصفحة إلى الشوارع، وتعبئة 45 ألفا من عناصر الشرطة دون أن تعلن حتى الآن حالة الطوارئ.

اتهم الرئيس الفرنسى منصات التواصل الاجتماعى بإشعال الأزمة وبدورها فى تحريض الناس ضد الشرطة ومؤسسات الدولة، كما طالب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فرنسا بأن تعالج بجدية المشكلات العميقة المتعلقة بالعنصرية والتمييز العنصرى فى إنفاذ القانون، فى حين رفضت وزارة الخارجية الفرنسية فى بيان «أى اتهام لقوات الشرطة بالعنصرية أو التمييز المنهجى».

ستعبر فرنسا كدولة قانون هذه الأزمة مثلما عبرت أزمات سابقة مشابهة، ولكنها للأسف مازالت بعيدة عن حل مشكلات الضواحى بأبعادها الاجتماعية والثقافية، ومازالت سياسات التمييز بحق كثير من الفرنسيين من أصول أجنبية قائمة، وهو ما جعلهم لا يكتفون برفض سياسات حكومة أو رئيس، إنما منظومة حكم كاملة برسالتها الثقافية والسياسية معا.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتجاجات فرنسا احتجاجات فرنسا



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:03 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab