لماذا عميقة

لماذا عميقة؟

لماذا عميقة؟

 العرب اليوم -

لماذا عميقة

بقلم - عمرو الشوبكي

تواصل معى بعض الأصدقاء تعليقًا على ما أشرت إليه فى مقال أمس بأن أزمة إسرائيل عميقة، واعتبروا أن المظاهرات والاحتجاجات التى تجرى هناك شهدتها دول كثيرة، عادة ما يتم استيعابها فى النظم الديمقراطية أو نظم الديمقراطية المقيدة، وبالتالى لا توجد أخطار وجودية تهدد إسرائيل بسبب الانقسام حول قانون السلطة القضائية، الذى أصدره نتنياهو مؤخرا ووافق عليه الكنيست (البرلمان).

وقد أشار البعض إلى المظاهرات الضخمة التى شهدتها فرنسا على مدار أشهر ضد رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما، ومع ذلك تمسك الرئيس ماكرون وحكومته بالقانون وأصدروه، ومع الوقت خفتت المظاهرات.. وهذا يعنى أنه من الوارد أن تشهد إسرائيل نفس المصير وتنتهى الاحتجاجات مع الوقت وينفذ القانون.

والحقيقة أن الفارق بين الاحتجاجات المطلبية أو السياسية التى شهدتها فرنسا والتى يمكن أن يشهدها أى بلد آخر، وبين الاحتجاجات المتعلقة بالخلاف حول جوهر توجهات النظام القائم ترجع لكونها عادة لا تقبل «القسمة على اثنين»، ولا بد أن يتقدم أو ينتصر طرف أو يتراجع ويخسر طرف آخر.

إن الاحتجاجات التى تشهدها إسرائيل جاءت ردًا على قانون السلطة القضائية الذى اعتبره تيار واسع من المواطنين اليهود يهدف لهدم دولة القانون وسيطرة السلطة التنفيذية على القضاء.. ناهيك عن كون هذه السلطة تضم عناصر من اليمين المتطرف الذى يحرض كل يوم على العنف والإرهاب، وفى هذا الوقت نجح نتنياهو فى تمرير القانون، ولكنه لايزال يواجَه بمعارضة شرسة فى الشارع وانقسامات داخل أجهزة الدولة.. وأخيرًا، طعن قُدّم أمام المحكمة العليا.

الانقسام فى إسرائيل لا يقارن باحتجاجات فرنسا المعترضة على قانون أو توجه سياسى، إنما هو مثل خلاف بين جماهير ونخب تؤيد العلمانية فى فرنسا وأخرى تطالب بإلغائها.. هنا نصبح أمام خلاف على أسس وجوهر النظام القائم وليس حول التفاصيل.

إن الانقسام فى إسرائيل حول منظومة قانونية وثقافية متكاملة، تهدف إلى تغيير طبيعة الدولة، وليس مجرد خلاف سياسى حول التفاصيل.. وفى حال إتمامه، سيفتح الباب أمام سيطرة المتشددين الدينيين على مفاصل الدولة، وليس فقط سيطرة السلطة التنفيذية على القضاء، ناهيك عن كون هذه السلطة تضم عناصر من اليمين المتطرف الذى يحرض كل يوم على العنف والإرهاب.

يكفى قراءة خطابات وتصريحات قادة المتظاهرين فى الشوارع، وكيف أنها تجاوزت رفض المساس بالسلطة القضائية لتصل إلى التمسك بالعلمانية والديمقراطية ورفض الدولة الدينية، ومقارنتها بتصريحات قادة الائتلاف الحكومى من القوى الدينية المتشددة، وكيف أنهم اعتبروا الموافقة على هذا التعديل ستجعل إسرائيل أكثر يهودية، ووصفوا المعارضين بالخونة.

نعم، الخلاف حول منظومة القيم الحاكمة ليس خلافا عابرا فى التفاصيل، إنما هو خلاف عميق حول الأسس التى تقوم عليها الدولة.. وهذا ما تشهده إسرائيل حاليًا.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا عميقة لماذا عميقة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:03 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 13:19 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يستخدم الذكاء الاصطناعي بسبب "نمبر وان"

GMT 03:37 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

6 قتلى في حادث طيران جديد شرقي أميركا

GMT 10:21 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

حمادة هلال يمازح شياطين مسلسله في رمضان

GMT 12:00 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

مقتل 18 جندياً في باكستان على يد مسلحين

GMT 09:50 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

تعليق غريب من محمد فؤاد حول حفله بالكويت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab