بقلم - عمرو الشوبكي
تلقيت العديد من الرسائل والتعليقات على مقال الدولة الواحدة، حملت آراء مختلفة وسأبدأ بنشر مقال المهندسة فاطمة حافظ الذى جاء فيه:
«دكتور عمرو أتفق مع ما جاء بمقالك بخصوص الدولة الواحدة التى تضم المسلمين والمسيحيين مع اليهود بدلًا من حل الدولتين.
ومن أجل قيام هذا الوطن كما قلت حضرتك فى مقالك يتطلب ذلك تغيير الرؤية (paradigm shift)، والتحول من خطاب الكراهية والحرب والاستعلاء الدينى إلى خطاب مدنى وخطاب مساواة وحياة مشتركة مبنية على المصلحة المشتركة على الأرض الواحدة، فلا يمكن بعد مرور أكثر من ٤٥ عامًا على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل أن نبقى حبيسى الجدال الذى كان دائرًا بين من كان مع ومن كان ضد!، والسبب فى هذا أن نخبتنا مازالت محبوسة زمنيًا فى هذه اللحظة لم تستطع تجاوزها والعيش فى الواقع الحالى الذى يقول بأن شعارات محو إسرائيل من الوجود غير واقعية، علاوة على أنها غير ممكنة الحدوث، كما أن نعت إسرائيل بالـ «كيان» لن يجعلها غير موجودة ولن تختفى. أما الوهم الآخر الذى ابتُلينا به منذ تلك الفترة تقريبًا فهو تحويل الصراع على أرض بين مجموعة من البشر إلى صراع دينى صفرى إما نحن أو هُم، فلا قبول إلا بمحو إسرائيل من الوجود (والحقيقة أغلب المثقفين والنخب يقول محو الاحتلال).
وبالتالى عندما تُبْرِز إسرائيل وهى ملكة الإعلام العالمى هذا الخطاب ويركزون عليه يتعاطف الغرب ويُسَلِّم بأحقيتها فى الدفاع عن نفسها ضد كل من يريد إنهاء وجودها، وهذا شرح وليس تبريرا منى لذلك، لأننى أستطيع أن أرى أيضًا بوضوح تحيز الغرب لإسرائيل والكيل بمكيالين أيضًا، وهذا واقع ولا بد أن نتعامل معه بفهم وذكاء وليس بالندب واللطم.
لن أتكلم عن خطاب المتطرفين الإسلاميين ولكننى أريد فعلًا أن أفهم ماذا يريد مثقفونا ونخبتنا من غير الإسلاميين؟، ما بديل معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية؟، البديل الخيالى وهو إنهاء وجود إسرائيل (مرة أخرى البديل إنهاء الاحتلال) غير واقعى، فما إذن البديل؟، الحرب؟، عدم الاعتراف بوجودها والعيش فى الوهم؟..
أنا أرى البديل فى التفكير الواقعى العقلانى، وتنحية الخلافات الدينية جانبًا والتفكير فى التعايش السلمى والمصلحة المشتركة، وذلك لا يمكن حدوثه إلا لو تمكَّن التيار العقلانى من الجانبين من التحاور والتوصل لحلول وسط.
عمومًا أنا أتمنى السلام والخير لكل الشعوب والدول ولكنى كمصرية أولويتى هى بلدى مصر، أتمنى ألا تنساق مصر أو تُستدرج لأى عنف من أى جانب».
أتفق مع جانب مما جاء فى مقال المهندسة فاطمة الخاص بالعقلانية والاعتراف بحقوق كل الديانات فى دولة مدنية واحدة، لكنى أرى أن أصل الداء هو الاحتلال الإسرائيلى الذى أجهض مسار التسوية السلمية وساعد على نشر التطرف.