المعايير المزدوجة

المعايير المزدوجة

المعايير المزدوجة

 العرب اليوم -

المعايير المزدوجة

بقلم - عمرو الشوبكي

رفض استهداف المدنيين في أي حرب أو صراع مسلح موقف مبدئى يجب التمسك به كموقف مبدئى بصرف النظر عن جنسية أو ديانة الضحية ووفق معيار قانونى واحد كما تنص المواثيق الدولية.

والحقيقة أن هذه البديهية غابت تقريبًا عن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، واتضح منذ عملية حماس في قلب إسرائيل ثم رد دولة الاحتلال بضرب قطاع غزة واستهداف المدنيين كيف أن المجتمع الدولى تبنى سياسة الكيل بمكيالين والمعايير المزدوجة.

فقد قتلت الغارات الإسرائيلية ما يقرب من ٣ آلاف فلسطينى، بينهم ٧٠٠ طفل، كما أبادت ٥٠ أسرة مدنية بالكامل، بجانب سقوط ١٠ آلاف مصاب، غالبيتهم الساحقة من المدنيين.

واللافت أن الضفة الغربية التي تشهد مظاهرات شعبية غير مسلحة أطلق فيها الجيش الإسرائيلى النار على المتظاهرين، فقتل حوالى ٦٠ فلسطينيًّا مدنيًّا، دون أي إدانة من قِبَل المجتمع الدولى.

استهداف إسرائيل للمدنيين أمر ثابت في كل عملياتها العسكرية وممارساتها اليومية كقوة احتلال، وتكفى الإشارة إلى انتفاضة الحجارة، التي اندلعت في ١٩٨٧، في أعقاب عملية دهس قام بها سائق شاحنة إسرائيلى يوم 8 ديسمبر 1987 في حق مجموعة من العمال الفلسطينيين العزل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث لم تؤدِّ بالعالم الغربى إلى وصف السائق الإسرائيلى بأنه إرهابى مثلما يفعل مع المتطرفين الإسلاميين.

وقد كان هذا الاعتداء هو الشرارة التي فجرت «انتفاضة الحجارة»، حيث تظاهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين في مختلف المدن الفلسطينية، وهاجموا أهدافًا إسرائيلية، مستعملين الحجارة والسلاح الأبيض، بينما استعملت قوات الاحتلال الأسلحة النارية والدبابات، فمات 1162 فلسطينيًّا، بينهم حوالى 241 طفلًا، وأُصيب نحو 90 ألفًا، واعتُقل ٦٠ ألف فلسطينى، وتم تدمير ونسف 1228 منزلًا، واقتلاع 140 ألف شجرة من المزارع الفلسطينية، كما قُتل 160 إسرائيليًّا، أغلبهم جنود، ومع ذلك ظلت معايير أمريكا المزدوجة لا ترى الجرائم الإسرائيلية، بل فقط رد فعل فصائل المقاومة عليها.

استهداف المدنيين الفلسطينيين كان الشرارة التي أشعلت انتفاضة الحجارة، ومع ذلك لم يتخذ المجتمع الدولى موقفًا من الاعتداءات الإسرائيلية، وتمسك بمعاييره المزدوجة، وهو ما دفعها إلى الاستمرار في نفس السياسة الاستيطانية طوال العقود الماضية.

من المؤكد أن معايير القوى الكبرى المزدوجة في النظر للصراع الفلسطينى الإسرائيلى ساعدت إسرائيل في التمادى في سياساتها الاستيطانية، وجعلت هناك صعوبة في أي حديث عن تسوية سلمية قريبة، فإسرائيل لم تصل بعد إلى النقطة التي تراجع فيها نفسها، وتقول بعد كل هذه المواجهات والضحايا والقتلى إنها بحاجة إلى السلام، وترغب في دفع استحقاقاته، إنما هي لا تزال تحكمها «غطرسة القوة».

لا يمكن قبول عمليات القتل المتعمد التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة تحت حجة الدفاع عن النفس، ولا يمكن قبول سياسة المعايير المزدوجة، التي جلبت الظلم والحروب والقتل إلى المنطقة.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعايير المزدوجة المعايير المزدوجة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 العرب اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab